ترتفع أصوات مساعدي السائقين بذكر الاتجاهات، حتى يخيل للوافد على المكان أنه داخل محطة طرقية تأبى النظام، ولا يلتزم متعهدو ترويج التذاكر فيها بالشبابيك. غير أن النداءات هنا تدعو لرحلة على متن دراجات نارية من نوع خاص، كانت سببا في العديد من حوادث السير المميتة. دراجات نارية غدت وسيلة نقل يفوق عدد مستقليها راكبي سيارة للأجرة من الحجم الكبير. بعد أن استعملت في الأصل لنقل البضائع، لكنها تحولت بعد أزمات لوسائل النقل، وغياب المراقبة الأمنية اللازمة إلى وسيلة تقل الأفراد بعد أن يعمد سائقها إلى وضع قطعتين من الخشب في “مقصورتها” الخلفية، لتغدو نقالة تحمل عشرة أشخاص. وفي حالات أخرى يفوق عدد الركاب العشرة. إنها الدراجات الصينية الثلاثية العجلات، التي انتشر استعمالها على نطاق واسع بالكثير من أحياء وشوارع البيضاء. غير أن المخاطر المحدقة بمستعملي هذا النوع من وسائل نقل الأشخاص غير القانونية، جعل مصالح الأمن الاقليمي بالحي الحسني تشن حملة من أجل حجز هذه الدراجات الصينية التي يستغلها سائقوها من أجل نقل الأشخاص إلى أحياء بعيدة عن مركز الحي الحسني، انطلاقا من زنقة سيدي الخدير، وصولا إلى تجزئة النور، وإقامات رياض الألفة وحي «الوفاق 4»، وغيرها من الأحياء الحديثة النشأة. ولأن رحلاتها غير مأمونة العواقب، فإن هذا النوع من الزرجات النارية تسبب في حوادث سير مميتة أزهقت أرواح، توسل أصحابها بها من أجل الوصول إلى محلات سكناهم، ولكنهم لم يدركوا أنهم انخرطوا في رحلة «اللاعودة». قبل مدة لقي شخص حتفه بعد سقوطه من إحداها، ولم يكفل السائق نفسه عناء الانتظار لمعرفة حالة “زبونه”، ليضغط على المحرك ويترك الضحية مرميا على الأرض على مقربة من تجزئة النور بمقاطعة الحي الحسني في ليلة ممطرة، وعند نقله إلى المستشفى لفظ أنفاسه الأخيرة. وكثيرة هي الحوادث التي تتسبب فيها هذه الدراجات، ويلوذ سائقوها بالفرار. لأنهم مجرد مستغلين بسومة يومية أو أسبوعية لهذه الدراجات النارية. ودشن الأمن الاقليمي بالحي الحسني، مؤخرا، حملة ضد هذه الدراجات الصينية الثلاثية العجلات، بعد أن صارت وسيلة لارتكاب حوادث السير، تقل على متنها أزيد من 10 ركاب في بعض الحالات. في وضع غير قانوني أول عناوينه غياب التأمين، الذي لا يشمل غير السائق فقط دون غيره، وقيادتها من طرف بعض المنحرفين وذوي السوابق الذي يتسابقون من أجل استقبال أكبر عدد من الزبائن في رحلات ماراطونية تشتد وتتضاعف عند الذروة، خاصة خلال الأيام الأخيرة نت شهر الصيام. وخلال أيام شهر رمضان الحالي، كثرت حوادث سير الدراجات الصينية، بعد أن يلجأ سائقوها ومساعدوهم وهم في الغالب من المنحرفين وذوي السوابق إلى السير في الاتجاه الممنوع، وبسرعة كبيرة غير آبهين لحركة السير واكتظاظها. وهكذا تم أول أمس الأحد حجز ثلاث دراجات من هذا الصنف بزنقة سيدي الخدير، كان على متنها عدد من الركاب، بعد ن داهمت دورية أمنية بزي مدني هذه الدراجات. وقد تم تسجيل معطيات ع هويات الأشخاص الذين كانوا يستقلونها في عملية نقل سري محفوفة بالمخاطر.