بهاته الوتيرة لن ينهي طوم كروز – ذلك الذي يلقبه المغاربة بطريقة نطقهم المحببة طوم كرويز - الجزء الخامس من "مهمة مستحيلة" بسلام. طوم قطع الطريق السيار. طوم وصل إلى درب السلطان. طوم أمضى الليلة في الرباط. طوم استفاق باكرا وأكل طاجين الخليع" ثم تحول إلى الدارالبيضاء. طوم أعطى لرجل شرطة في الطريق الرشوة "حيت ماكانش داير السمطة". طوم صور لقطات غاية في "الخليع" داخل المدينة القديمة في الدارالبيضاء. طوم لجأ إلى الدوبلير لكي يصور هاته اللقطات. طوم سيكلف في إقامته المغرب المبلغ الفلاني. طوم فعل، وطوم ترك.. لا والأدهى والأمر هو أن الرجل يبدأ بالكاد التصوير، أي أنه في يومه الأول في المغرب والعين الوطنية قررت أن تترصد كل حركاته وسكناته. بالنسبة لرجال البلاد أي لسكان البلد الأصليين أو من يطلق عليهم "ليزابوريجين" : العين حق، وعندما يقولون العين حق فهم لا يسخرون ولا يضحكون ولا يستهزئون. هم يعرفون أن من "نيشوا" عليه لا تقوم له قائمة. يطلقون على الأمر فيما بينهم "التقواس"، وهي كلمة تعني عند أهل الشام في "باب الحارة" وغيرها إطلاق الرصاص، أي أن العين المغربية تشبه في مفعولها إطلاق النار المكثف. نار كثيفة سيشهدها طوم، وسيعترف هو الذي ينتمي لطائفة تؤمن بكثير الغيبيات أن "هاد المغاربة حارين". في طائفة طوم الخاصة بالساينتولوجي الأمور سهلة التحكم، لطيفة الانقياد. يجلس الأتباع وأغلبيتهم من علية القوم، يعطون ملايين الدولارات، ويسكتون قليلا على سبيل التركيز، يستعيدون طمأنينتهم ويذهبون. في "الساينتولوجي" المغربية الأمور ليست بهاته السهولة إطلاقا: الأعين التي تترصد طوم هاته الأيام لن تتركه إلا صريعا، وهوليوود كلها تحبس أنفاسها ألا ينتهي تصوير "مهمة مستحيلة" في جزئه الخامس، أو أن تقع أمور من الروحانيات الغيبيات التي تقع في المغرب لوحده والتي يقول عنها المغاربة لكي يفسروها وينتقلوا إلى موضوع آخر "ضربوه بالعين". دعواتنا مع طوم أن يمر "سربيسه" المغربي بخير وعلى خير، فبهاته الوتيرة من "التقواس" التي انطلقت قبل مجيئه إلى البلد، لايمكن للمرء إلا أن يضع يده على قلبه وأن يلهج لسانه باللطيف والدعاء إلى أن يغادر طوم "كرويز" البلد سالما غانما. مهمة مستحيلة؟ أليس كذلك؟ زاوية تقترفها : سليمة العلوي