«سمعوا آ عباد الله، راه السلطات كتخبركم بأن الماء غادي يتقطع عن ديوركم في 12 د الليل يوم الأربعاء وما غادي يرجع حتى ليوم السبت»، بهذا الإشعار خاطب إمام مسجد حي تغات بفاس جموع المصلين قبل صلاة العشاء والتراويح مساء يوم الثلاثاء الماضي. نزل هذا الإشعار بردا وسلاما على المصلين وشغل عقولهم، فسادت همهمات بينهم لدقائق، إلى أن نادى الإمام بإقامة الصلاة، وبعدها سارعت كل الأسر إلى البحث عن كيفية تدبير “أزمة” الماء المعلن عنها؛ بالبحث عن كل القنينات والأوعية المسموح بتخزين الماء بها. حي تغات لم يكن وحده معني بالإشعار، بل همَّ العشرات من الأحياء السكنية الأخرى، التي لجأ أئمة المساجد بها وكذا أعوان السلطة والمنتخبين إلى إخبار الناس بانحباس المياه عن صنابيره من منتصف ليلة الأربعاء وحتى يوم السبت، من دون إيراد الأسباب الكامنة وراء ذلك. حالة من التوجس خيمت على سكان المدينة بعد هذا الإخبار، خاصة وأن أيام انقطاع الماء عنهم تتزامن مع فترة حساسة، تتمثل في شهر رمضان وارتفاع درجة الحرارة، ما جعل الكثير منهم يصب جم غضبه على هذا القرار، ويحمل المؤسسة المكلفة بتدبير قطاع الماء والسلطة والمنتخبين، مسؤولية سوء التدبير وتعريض الساكنة للعطش في عز شهر الصيام والحرارة. «واش هاذ شي معقول؟ جاو حتى للوقيتة الحرجة، وبغاو يقطعوا الماء. كيفما كان السبب، هذا راه تقصير وسوء تسيير فالقطاع، خص المسؤولين عليه يتحملوا فيه المسؤولية»، يحتج مواطن فور سماعه الإشعار بحي تغات. مصدر من مصلحة الإنتاج بالوكالة المستقلة لتوزيع الماء والكهرباء بفاس، أرجع سبب انقطاع الماء خلال ثلاثة أيام، إلى مشكل في الصيانة، بعد «تعرض إحدى القنوات الرئيسية لجلب الماء من وادي سبو إلى محطة المعالجة، لأضرار كبيرة، ما أثر بشكل مباشر على عملية تزويد خزانات المحطة بحاجياتها من المياه»، ما جعل الوكالة تستعين خلال بضعة أيام بمخزونها المتوفر في انتظار إصلاح العطب، وبعد «تعذر الإصلاح اضطرت المؤسسة المعنية إلى إخبار المستهلكين بانقطاع الماء لأيام قليلة إلى حين القيام بالأشغال اللازمة». المصدر نفسه تأسف لانقطاع الماء اضطراريا عن مساكن الآلاف من المواطنين خلال هذه الفترة الحساسة التي يتزايد فيها الإقبال على الماء، واعتبر أن المشكل “سيتم تجاوز في سرعة قياسية، قبل بداية الأسبوع المقبل”. انقطاع الماء بفاس، لم يهم جميع أحياء المدينة، بل هم بالدرجة الأولى أغلب الأحياء التابعة لمقاطعة المرنيين والمدينة العتيقة وجنان الورد، وهي المقاطعات التي تضم أفقر الأحياء السكنية بفاس وأكثرها كثافة. ورغم الإعلان عن أن انقطاع الماء سيبتدئ من منتصف يوم الأربعاء، إلا أن بعض الأحياء، خاصة بندباب وباب السيفر والبورنيات، شهدت اضطرابات في التزود بحاجياتها من الماء منذ يوم الاثنين القادم بانقطاعه لعدة ساعات. بعض الآبار التابعة للخواص والعيون الطبيعية المجاورة، تحولت في اليومين الأخيرين إلى قبلة للمئات من الأشخاص للتزود بحاجياتهم، ما خلق فوضى وأحدث اشتباكات بين المواطنين. السكان يتخوفون أكثر من أن يتجاوز انقطاع الماء عن صنابير منازلهم أكثر من ثلاثة أيام، لذلك يعيشون منذ أول أمس على أعصابهم، وهم يتساءلون إلى متى سيستمر الصوم عن الماء ليلا ونهارا؟ محمد الزوهري