كان مقرا مجهولا فغدا بهوية يعلمها كل من يمر من أمامه أو من كتب عليه أن يلج مكاتبه أو زنازنه. ذاك هو حال مقر الفرقة الوطنية للشرطة القضائية بشارع ابراهيم الروداني بالدارالبيضاء. المقر أصبح يحمل اشهارا بكونه لا يزال مقرا للإدارة العامة للأمن الوطني. يتذكره البيضاويون القدامى، سواء الذين اعتقلوا في سنوات الجمر والرصاص ومنه تم اقتياد كثير منهم إلى معتقل الكوربيس بحي المطار، وفيه أيضا كانت ساكنة الدارالبيضاء تحصل على البطاقة الوطنية ويقضون أغراضهم الإدارية أو يتم التحقيق معهم فيه، لكنه دخل دائرة النسيان بعد انتقال ولاية الأمن إلى المقر الجديد بشارع الزرقطوني. لسنوات كان المكان يبدو من الخارج مهجوراوإن كان مقر محاد له يحضتن مقر الديمومة الليلية وآخر مقرا لحوادث السير. في بوابته يقف دوما أحد رجال الأمن بزي رسمي، لكن في بوابة خلفية كان موظفون يلجونه ليصعدوا إلى مكاتبه في الطابق الأول أو الثاني، ومنها كانوا يباشرون عملهم. كثير من البيضاويون يجهلون لأية إدارة يتبع المكان، فكثير منهم ولجوه معصوبي الأعين سواء متهمين في ملفات المخدرات أو الإرهاب أو ولجوه بعد استدعائهم للتحقيق معهم ومنهم صحافيون وشهود ومتابعين في ملفات حساسة، بل استظافتهم الفرقة الوطنية للشرطة لأيام في زنازن بالطابق التحت الأرضي. اليوم بعد أن وضعت على بوابته أحرف بارزة تشير لانتماء المقر لإدارة الأمن، سوف لن يظل المقر مجهول الهوية لدى الكثيرين، وإن كانت الخطوة محتشمة، في انتظار أن يسمى باسم الفرقة التي تشتغل عناصره به وهي الفرقة الوطنية للشرطة القضائية أو «الإف بي آي» المغربية.