كيف تجد التوليفة الجديدة لكل نسخة من تظاهرة فنية تشرف عليها وتتبناها؟ سؤال وجد منظمو مهرجان تيفاوين جوابه من خلال دمج معطى فني ثقافي جديد ينضاف لكي يغني المهرجان خلال أيام إقامته، عبر منح الفرصة لإنضامن أو شعراء أمازيغ ظلوا على الدوام المنبع والرصيد الغني لكل من شاء أن يلج إلى عالم الأغنية والإبداع الأمازيغي. فخلال دورة هذه السنة، يعود مهرجان تيفاوين لجذب الأنظار بتافروات خلال الفترة الممتدة بين 12 و 17 من يوليوز الجاري واللقاء مع ضيوف هذه التظاهرة التي تحمل شعار الانتصار لفنون القرية. انتصار يجد تجلياته في العديد من الأنشطة الفنية والاجتماعية والتثقيفية التي دأب تيفاوين على اعتمادها خلال أيام الإقامة. وبحسب المنظمين لأهم تظاهرة على صعيد هذه المنطقة الجبلية، فإن المهرجان الذي يصل دورته السادسة هذه السنة، سيكون مناسبة للتعريف بالعديد من المؤهلات التي تزخر بها تافروات وكذا قرية أملن والتي تشهد إقبالا كبيرا من قبل أبنائها المنحدرين منها ومن باقي الدواوير والقرى المجاورة خاصة خلال فصل الصيف. وسيكون لجمهور وزوار المنطقة موعد مع برنامج حافل بالعديد من الأنشطة، وفي إطار شق المفاجأة التي يقترحها المهرجان، مع مسابقة ميكا أمدياز، أو لقاء مع الشعراء الأمازيغ. وهي فرصة مواتية للعديد من الشعراء الأمازيغ للتنافس فيما بينهم وإبراز قدراتهم في نظم الكلمة الموزونة بصدق التعبير العاطفي والوجداني الإنساني الذي يكشف جوهر الإنسان وأمدياز الأمازيغي في نظرته للحياة ككل. كما سيعرف المهرجان لوحات فنية ستشمل العديد من الأنماط التعبيرية كفن الروايس عبر حضور العديد من المجموعات الأمازيغية ومجموعات فرق أحواش التي تعرف انتشارا واسعا في هذه الربوع. إضافة إلى حضور أسماء فنية وازنة في الساحة الغنائية سواء الأمازيغية أو العربية كالرايسة فاطمة تيحيحت، والرايس حسن أرسموك، ومجموعة لارياش والنجمة الصاعدة الرايسة فاطمة تاشتوكت إلى جانب حضور فنان الراي و أحد رموز الأغنية الشبابية المغربية لفترة طويلة حميد بوشناق. غير أن أهم حدث فني، وهو سابقة في تعاطي المهرجان مع الفنانين المغاربة على أن يكون تقليدا سيسير عليه المنظمون، هو تقديم إقامة فنية متميزة من إنتاج مهرجان تيفاوين ستجمع بين الفنان علي فايق عن مجموعة أمارك فيزيون وكل من قدسي كناوة ومجموعة إخوان العكاف في توزيع موسيقي جميل ساهمت في إنتاجه اللجنة المنظمة للمهرجان وسيكون هذا المنتوج الجديد فرصة سيكتشفه جمهور تيفاوين في حفل حصري سيقام لهذا الغرض. الشق الفني لتظاهرة تيفاوين لا يمنعها من أن تكون تلك المناسبة المواتية للالتفات إلى الجانب الاجتماعي خاصة بمثل هذه القرى من المغرب العميق. وكما اعتاد تيفاوين ذلك، سيعمل على تفعيل وتشجيع جانب إنساني اجتماعي مهم من خلال مبادرة تشجيع شباب المنطقة على الانخراط في طقس الزواج وإعادة الاعتبار للأسرة كمحور هام في صلب حياة المجتمع المغربي المحافظ. وفي هذا السياق، سيتم تنظيم زواج جماعي لعشرة شبان وشابات من أبناء المنطقة، كما سيحفز تيفاوين، من باب تشجيع التكوين والتحصيل العلمي مجموعة من تلاميذ المتفوقين في شعب الباكالوريا وكذا الحاصلين على شهادة التعليم الابتدائي. وأيضا عبر تشجيع الإقبال على تعلم الكتابة بالأمازيغية من خلال تنظيم الدورة السادسة لأولمبياد تيفيناغ. ومن بين أهم المواعيد أيضا خلال التيفاوين السادس تنظيم الدورة الثانية للجامعة القروية محمد خير الدين، التي ستشكل فضاء للتلاقي وتعميق التواصل بين النخب الفكرية والأكاديمية، والفعاليات الجمعوية، في مجالات البحث العلمي المرتبط بمنطقة تافراوت وأملن، وسيخصص موضوع هذه الدورة لمنتدى الشباب القروي في موضوع: «الشباب القروي بين أسئلة الحاضر والمستقبل»، إلى جانب تنظيم يوم دراسي حول شجرة اللوز، وتنظيم عملية تحسيسية بأهمية الحفاظ على البيئة. هذا دون إغفال البعد الإنساني الذي سيتمثل في تكريم العديد من الأسماء التي أثرت الحياة بهذه الربوع من جبال الأطلس الصغير التي سعى دائما تيفاوين إلى الدفع بها نحو الواجهة عبر التعريف بها وبما تزخر به من ثراء وتنوع ثقافي وإنساني وحتى تنخرط هي الأخرى في المجتمع الحداثي المغربي الذي يستعد للتبلور خاصة بعد التحولات الكبرى والحراك الذي يشهده المغرب منذ مدة.