مازالت العناصر الأمنية بالمغرب تواصل تجميع خيوط الخلايا الإرهابية التي تستقطب مقاتلين لسوريا. آخر الحصاد الأمني كان أول أمس السبت، إيقاف 17 شخصا شكلوا خلية لتهجير المقاتلين إلى سوريا بتنسيق مع تنظيمات إرهابية موالية للقاعدة، حسبما أفاد بذلك بلاغ من وزارة الداخلية. المعطيات الواردة في البلاغ تتحدث عن كون الخلية يقومون، ببيع ممتلكاتهم سيما العقارية منها، وجمع تبرعات من المتعاطفين مع توجهاتهم «الجهادية» من أجل تمويل سفر المتطوعين للقتال بسوريا، وذلك بعد «شحنهم وتحسيسهم بالاحترازات الأمنية التي يجب إتباعها، من خلال اجتماعات يتم عقدها بمنزل مخصص لهذا الغرض» عملية الإرسال هاته، تتم بتنسيق مع ممثلي التنظيمات الإرهابية التابعة للقاعدة، خاصة «حركة شام الإسلام» و«جبهة النصرة» و «الدولة الإسلامية بالعراق والشام»، وتنسيق بين أعضاء الخلية بمدن الدارالبيضاء، العرائش والحسيمة وسيدي سليمان، وطنجة والقنيطرة، والفنيدق، والحاجب ثم وزان. المتوطعون المغاربة، «يستفيدون من تداريب دقيقة حول استعمال الأسلحة وتقنيات التفجير والعمليات الانتحارية، قبل أن يتم شحنهم من أجل العودة إلى المغرب لتنفيذ عمليات إرهابية من شأنها زعزعة أمن واستقرار البلاد» يؤكد البلاغ. خلية ال 17 هاته، تعد امتدادالخلية الشبكة الإرهابية التي فككها الأمن بكل من صفرووفاس في مارس الماضي، تلتها عملية اعتقال رجل أعمال مغربي يدعى إدريس الحمزاوي، الذي يوجود رهن الاعتقال الاحتياطي بأمر من قاضي التحقيق باستئنافية سلا. الحمزاوي، تم اعتقاله مارس الماضي، بطريقة سريعة و سرية من طرف أمن المطار، ليتم على الفور تسليمه لعناصر تابعة للمكتب الوطني لمحاربة الإرهاب والجريمة المنظمة التابع للفرقة الوطنية للشرطة القضائية، مباشرة بعد عودته على متن رحلة جوية قادمة من ليبيا، حيث باشرت الفرقة الوطنية معه تحقيقات معمقة بهدف الوصول إلى علاقاته وارتباطات شبكته وطريقة عملها وأعضائها وطرق استقطاب المرشحين المغاربة للقتال في الأراضي السورية، عبر ليبيا. المعطيات الأمنية في هذا الصدد، تتحدث عن كون الحمزاوي المنحدر من صفرو، تحول من مجرد عامل بسيط بليبيا، إلى رجل أعمال بتأسيسه لشركة تجارية بالعيون، قبل أن يقرر الاستقرار بالمغرب بصفة نهائية، مع الاحتفاظ برحلات دورية بليبيا، سيما بعد أن وجد لشركته لها مساهمين من ليبيا ومن المغرب من بينهم أحمد الزرهوني المعتقب في خلية فاسوصفرو، إذ تشير مصادر خاصة إلى أن الحمزاوي منذ دجنبر من السنة الماضية، انتقل إلى ليبيا مرتين، تحركاته شكلت هدفا لتحقيقات الفرقة الوطنية، سيما احتمال ارتباطه بعدد من التنظيمات الجهادية خارج وداخل أرض الوطن خصوصا التنظيمات المقاتلة المستقرة داخل ليبيا والتي لها ارتباطات بأنصار الشريعة في سوريا، هذه التحركات المشبوهة، والإرتباطات العبر دولية، جعلت مكتب الإرهاب والجريمة المنظمة، يشتبه في كون أن نشاط الحمزاوي والزرهوني التجاري بالمغرب عبارة عن قاعدة خلفية لتهجير المرشحين للقتال في جبهات سوريا، عبر ليبيا، قبل أن تؤكد هذه الإرتباطات عملية اعتقال 17 فردا ينشطون في جمع التبرعات والتمويلات من أجل إرسال مقاتلين جدد إلى سوريا، والإنضمام إلى النتظيمات الإرهابية التي فرختها القاعدة بسوريا. أنس بن الضيف