ضخ التغيير الذي أحدثته المديرية العامة للأمن الوطني على هرم المصالح الأمنية بمراكش، انتعاشة ملحوظة على مستوى النتائج المتحصل عليها،خلال الفترة الممتدة من فاتح يوليوز الماضي إلى غاية 28 منه،ما عكسته الأرقام المسجلة من حيث التوقيفات والاعتقالات،وكذا ضبط بعض المخالفات على مستوى حركية السير والجولان. محمد الدخيسي الذي حل على رأس ولاية الأمن مكان عبد الرحيم هاشم،أعلن منذ الوهلة الأولى عن رفع تحد كبير،عنوانه الأساس وضع الأسماء المتضمنة بقوائم المبحوث عنهم من أجل تورطهم في قضايا جنائية وجنحية،والذين ظلوا في منأى عن يد العدالة رغم صدور مذكرات بحث وطنية في حقهم،تحت مجهر الترصد والمتابعة في أفق وضع حد لحالة الفرار. طالب المسؤول المذكور بتزويده بالقائمة، مع دعوة رؤساء المصالح والأقسام لتكثيف الجهود ، عبر وضع خطة أمنية تستدعي تنظيم حملات تمشيطية واسعة، خاصة على مستوى بعض البؤر والمواقع الحساسة، ما نتج عنه توقيف واعتقال 851مبحوثا عنهم، تم تسييجهم بحبال الاعقال، في إطار عملية تصفية شملت11225 شخصا تم التثبت من هوياتهم، و1098 شخصا غير متوفرين على البطاقة الوطنية للتعريف. سهام التوقيفات امتدت لتشمل أشخاصا ضبطوا متلبسين بمختلف أنواع الأسلحة البيضاء في ظروف يكتنفها الكثير من مظاهر الشبهة، حيث سجلت الحصيلة خلال الشهر الجاري62 متهما،أحيلوا على النيابة العامة بابتدائية مراكش. 2831متهما ضبطوا بدورهم في حالة تلبس باقتراف بعض الجرائم والجنح، دخلوا بدورهم مصيدة الأجهزة الأمنية،وأحيلوا على النيابة العامة في حالة اعتقال. الحملة التمشيطية لم تستثن في مجهوداتها الأشخاص ذوي الإعاقات الذهنية،الذين تم تشطيبهم من شوارع وفضاءات مراكش وأحيلوا على المستشفيات الخاصة، و الذين بلغ عددهم 74 شخصا، فيما امتدت سهام التوقيف كذلك لتشمل قبيلة المتشريدين والمتسولين الذين بلغ عدد الموقوفين في صفوفهم1325 شخصا، اقتنصتهم شباك التوقيف والإحالة على المراكز المختصة. تم كذلك تدشين حملة واسعة ضد مقاهي ومحلات ترويج الشيشا، بلغت في مجملها126 عملية مداهمة، انتهت بمصادرة وحجز 1575 نرجيلة، مع إحالة بعض أصحاب ومسيري هذه المحلات على النيابة العامة، وإصدار مذكرات بحث وطنية في حق بعضهم الآخر، بعد الوقوف على تورطهم في تحويل هذه الفضاءات إلى مجال للعب القمار دون ترخيص،وفي خرق تام للمساطر المنظمة للمجال والقطاع. بالموازاة مع عمليات التمشيط المذكورة، كانت رياح الحملة تسيج حركية السير والجولان بالمدينة، حيث تم تسجيل ارتفاع منسوب المخالفات المسجلة في هذا الإطار، والتي بلغت خلال أيام الشهر الماضي وحده 5165 مخالفة، فيما تم استخلاص 4582 غرامة مصلحية. 1032 سيارة تم وضعها كذلك تحت طائلة الحجز، لتورط سائقيها في مخالفات لمدونة السير والجولان، فيما بلغ عدد رخص السياقة المحتفظ بها 1536 رخصة،بالإضافة إلى حجز 3720 دراجة نارية. بالنسبة للجوانب المالية المترتبة عن هذه العمليات، بلغ منسوب المبالغ الإجمالية المستخلصة في إطار مخالفات قانون السير سقف3419575 درهما، تم ضخها في الخزينة العامة. نجحت العمليات المذكورة،في الحد من ظاهرة الجريمة خاصة ما يتعلق منها باعتراض سبيل المواطنين،وسلبهم متعلقاتهم وأموالهم تحت طائلة التهديد بالسلاح الأبيض، وبالتالي تنقية بعض الفضاءات والمواقع التي ظلت تشكل بؤرا سوداء، ماجعل المتتبعين يستحسنون هذا الجهد المبذول،مع المطالبة بضرورة استمرار العمل، وإخراجه من دائرة الحملات الموسمية التي أثبتت عدم نجاعتها،على اعتبار أن"الدوام، تايتقب الرخام". إسماعيل احريملة