تبدأ اليوم الجمعة بالمحكمة العسكرية بالرباط أطوار محاكمة 24 معتقلا متهما على خلفية تفكيك مخيم اكديم إزيك و ما تلاه من أحداث نونبر 2010. و كانت هيئة المحكمة قد أجلت المحاكمة في مناسبتين سابقتين قبل تحديد الفاتح من فبراير القادم كتاريخ لانطلاقتها. وعلاقة بالمحاكمة، دشن انفصاليو البوليساريو في الأيام الأخيرة حملة دولية خطيرة للغاية من أجل جلب تضليل العالم حيث شهدت مجموعة من العواصم الأوروبية مظاهرات مفبركة من طرف المخابرات الجزائرية و وقفات، وصفت ب”التضامنية مع المعتقلين و منددة بالمحاكمة العسكرية للمدنيين” . وضغطت البوليساريو على مجموعة من الفعاليات الموريتانية لكي تصدر ماأسمته ب” نداء تضامني مع المعتقلين و يطالب بإلغاء المحاكمة العسكرية و إطلاق سراحهم”. وقد وقع البيان أكثر من سبعين شخصية موريتانية من بينها زعماء سياسيين و نقابيين و صحفيين و نشطاء مدنيين. وفي خطوة تأجيجية، تواصل قناة البوليساريو بث مشاهد و صور لمجموعة من النساء من مدينة العيون يدعون فيها الصحراويين إلى الخروج إلى الشارع و التظاهر بقوة تزامنا مع بدأ المحاكمة العسكرية لمعتقلي اكديم إزيك وذلك بهدف الضغط على الدولة المغربية من أجل إطلاق سراح المجموعة . الخطير في الأمر هو أن الضحايا الحقيقيين لهاته الأحداث الأليمة هم مجموعة من شهداء القوات العمومية الذين تم قتلهم والتنكيل بجثثهم، حيث مازالت الذاكرة المغربية المصدومة تتداول وتتذكر بحرقة مشهد أحد الانفصاليين وهو يتبول على جثة أحد شهداء القوات العمومية، ومازالت أيضا تلك المشاهد المرعبة للسحل والقتل بالأيدي وبالأسلحة البدائية عالقة في أذهان الناس. اليوم وفي هاته المحاكمة ينتظر المغاربة من دولتهم القصاص لشهداء القوات العمومية الذين لاينبغي أن يذهب دمهم سدى ولكي تتأكد عائلاتهم أن من صانوا وحدة البلد الترابية ودافعوا بدمائهم وأرواحهم عن هذا البلد يستحقون اليوم من عدالة بلدهم أن تقف إلى جانب ذكراهم، وأن تقتص لهم بما يضمنه القانون