من كان يصيح المؤتمرون باسمه عاليا في ساحة مركز الشباب والطفولة ببوزنيقة بالقول “عبد الرحيم يا رفيق لازلنا على الطريق” كان نجله علي بوعيد، يعلن استقالته من الحزب بصفة نهائية. بعدما كان نجل الزعيم التاريخي لحزب الاتحاد الاشتراكي قد جمد لسنوات نشاطه في المكتب السياسي للحزب رفقة كل من محمد الأشعري والعربي عجول. عدد من المصادر الاتحادية أرجعت قرار بوعبيد المساند بقوة من قبل اتحادي 20 فبراير إلى ما آل اليه وضع الحزب التنظيمي والسياسي. و لم يعرف ما إذا كان محمد الأشعري والعربي عجول قد قدموا هما الآخرين استقالتهما من الحزب، بعدما كان الثلاثة قد وضعوا أياما قبل المؤتمر، أرضيتهم السياسية الموازية للأرضية المعدة من قبل اللجنة التحضيرية للمؤتمر التاسع للحزب والتي شخصوا فيها الوضع التنظيمي والسياسي للاتحاد الاشتراكي. علي بوعبيد، الذي قاطع فعلا أشغال المؤتمر التاسع رفقة محمد الأشعري، زامن الاعلان عن استقالته مع الإعلان عن نتيجة انتخاب الكاتب الأول للاتحاد الاشتراكي التي فاز بها إدريس لشكر، يلقى مساندة كبيرة من نشطاء 20 فبراير الذين لم يخفوا أن يكون علي بوعبيد هو قائد تكثل حزبي جديد قد ينشق هو الآخر من رحم الاتحاد الاشتراكي بعد المؤتمر التاسع. علي بوعيد نشر بيانا على صفحته على موقع التواصل الاجتماعي واصفا المؤتمر التاسع بالغريب وعلى اثر ذلك يقول بوعبيد أعلن استقالي من الحزب الذي لن اشترك معه مستقبلا في أي شيء. علي بوعبيد قال في نفس بيانه أن احس بالحسرة والالم الذي يحس به مناضلو الاتحاد الاشتراكي بعد إعلان اسم الكاتب الأول. وليس علي بوعبيد وحده الغاضب، إذ هعبر عدد من الاتحاديين أعضاء المجلس الوطني السابق عن عدم رغبتهم في الترشيح لعضوية اللجنة الإدارية، بل إن فتح الله ولعلو، الوجه الاتحادي المعروف ونائب الكاتب الأول السابق سحب ترشيحه للجنة الإدارية الوطنية، وهو ما يعني أنه لن يكون ضمن المكتب السياسي القادم، الذي من المرتقب أن يتشكل في غضون الأسابيع القادمة، بعد تشكيل اللجنة الإدارية الوطنية، حيث ستجرى مشاورات بشأن ذلك بين القيادات الاتحادية. «مشغول.. مشغول عندي اجتماع.. » كان ذلك رد فتح الله، عندما اتصلت به «الأحداث المغربية» لاستفساره عن هذا الموقف المتداول بشكل كبير داخل أوساط الاتحاديين بفضاءات المؤتمر. فرغم الإلحاح في السؤال، اعتذر فتح الله ولعلو، لم يزد عن قول «شكرا.. شكرا» قبل إقفال سماعة الهاتف، وذلك دون فتح المجال لنفي أو تأكيد الخبر. مقابل ذلك أكدت مصادر اتحادية، عاينت مجريات المؤتمر، أن عمدة الرباط والبرلماني الاتحادي الأشهر، في ثمانيينات القرن الماضي، ألمح إلى اعتزال العمل السياسي، تضيف المصادر، ملفتة الانتباه إلى مغادرته فضاء المؤتمر غاضبا دون انتظار فصول ما بعد الدور الأول لانتخاب الكاتب الأول.