نظمت وكالة بيت مال القدس الشريف، التابعة للجنة القدس، اليوم الأربعاء بالرباط، جلسة عامة لنموذج محاكاة القمة الدولية للطفولة من أجل القدس، بمشاركة 33 طفلا وطفلة من مدرستي "جبران خليل جبران" الدولية بالرباط، و"الفرير" الثانوية ببيت حنينا بالقدس. وتروم هاته التظاهرة، التي نظمت تحت شعار "التربية على قيم المحبة والسلام"، المساهمة في استثمار إتقان التلاميذ للغات الدولية، وتعزيز وعيهم بالقضايا الإنسانية التي تستأثر باهتمامهم، وبسط أفكارهم وقناعاتهم بشأن وضعية أقرانهم الفلسطينيين في القدس، وكذا الإنصات لمقترحات الطلاب بشأن تطوير مشاريع وبرامج وكالة بيت مال القدس الشريف الموجهة لأطفال القدس. وفي هذا الصدد، أكد المدير المكلف بتسيير وكالة بيت مال القدس الشريف، محمد سالم الشرقاوي، في تصريح للصحافة، أن تنظيم هذه الفعالية ينبع من القناعة التامة بأهمية إشراك الأطفال في صناعة القرار، لاسيما في السياسات الموجهة لهذه الشريحة من المجتمع، مؤكدا أن أطفال اليوم، في ظل طفرة التكنولوجيا ووسائل التواصل، أصبحوا على بينة بكل ما يحيط بهم من تحديات. وأضاف السيد الشرقاوي أن مستوى وعي الأطفال بالقضايا التي تستأثر باهتمامهم، لا يقل عن وعي الراشدين، بل قد يفوقه أحيانا في مجالات معينة، وأن إتقانهم للغات المختلفة وتمرسهم في استعمال الوسائل التقنية الحديثة "يدفعنا إلى أن نطلب آراءهم في ما يمكن القيام به لفائدة أقرانهم في وضعية صعبة، سيما أطفال القدس، باعتبارهم يشكلون الفئة الأكثر حاجة إلى التقدير والاهتمام. وأشار – في هذا الإطار- إلى أن وكالة بيت مال القدس الشريف، برعاية سامية من صاحب الجلالة الملك محمد السادس، رئيس لجنة القدس، تقوم بدعم تمدرس الأطفال، والعناية بمراكز الطفولة والشباب، وتجهيز الأندية الرياضية، وتنظيم المخيمات الصيفية في القدس وفي المغرب لفائدتهم، والتكفل بالأيتام، ورعاية شرائح واسعة من الأطفال في وضعية صعبة. وعلاوة على ذلك، يقول المدير المكلف بتسيير وكالة بيت مال القدس الشريف، "أطلقنا في القدس، مؤخرا، برنامج "الأندية البيئية" لحث تلاميذ المدارس على المحافظة على البيئة وحماية التوازن الطبيعي بالمدينة المقدسة، جراء ما تتعرض له من تهديد ودمار". من جانبه، أكد سفير دولة فلسطين بالمغرب، جمال الشوبكي، في كلمة ألقتها نيابة عنه المكلفة بالشؤون الثقافية في السفارة الفلسطينية، أن مشاركة الأطفال من جنسيات مختلفة في فعاليات من هذا النوع، بغية نشر قيم المحبة والسلام تعطي أملا في مستقبل أفضل لأطفال فلسطين خاصة، ولأطفال العالم على وجه العموم. وسلط السيد الشوبكي الضوء على عدة تجليات لانتهاك حقوق الطفل الفلسطيني، مشيرا إلى حالات القتل والإصابات بالعاهات الدائمة جراء العيارات النارية، والاعتقالات في صفوف الأطفال الفلسطينيين. وتابع أن هذه الاعتداءات تخرق مضامين اتفاقية حقوق الطفل، لاسيما المادة 28 التي تنص على حق الطفل في التعليم، والمادة 29 التي تشدد على ضرورة توجيه التعليم نحو احترام الهوية الثقافية للطفل ولغته وقيمه الخاصة، مضيفا أن سلطات الاحتلال تعمل على إضفاء الطابع الإسرائيلي على التعليم في الجانب الشرقي من القدس، وتسعى إلى تشويه الهوية الوطنية والثقافية الفلسطينية. من جهته، أبرز مدير مؤسسة جبران خليل جبران، فؤاد اليوبي، في كلمة ألقيت بالنيابة عنه، أن اجتماع نموذج محاكاة القمة الدولية للطفولة من أجل القدس يشكل فرصة لتعزيز التعاون والتضامن، وفتح آفاق جديدة أمام الاستغلال الأمثل لثمار المعرفة، في إطار مقاربة شاملة بين مؤسسة جبران خليل جبران، ومدرسة "الفرير"، ووكالة بيت مال القدس الشريف. وأشار إلى أن مؤسسته تضع رهن إشارة الوكالة الخبرة التي راكمتها على مدى 35 سنة في مجال تقديم الدعم والمساندة في مختلف الميادين ذات الأولوية. بدوره، ثمن مدير مدرسة "الفرير" جورج النبر، في كلمة عبر تقنية التناظر المرئي، الشراكة والتعاون مع مدرسة جبران خليل جبران، وأشاد بالرعاية التي يوليها صاحب الجلالة الملك محمد السادس لمدينة القدس الشريف، من خلال حماية الحقوق الدينية للمقدسيين، وكذا دعم البرامج التي تروم الحفاظ على التراث الحضاري للمدينة. وتخللت هاته الفعليات فقرات متنوعة، ألقى خلالها الأطفال المشاركون، من المؤسستين التعليميتين، كلمات بخصوص موضوع المحبة والسلام، وقدموا مقترحات بتعزيز أدوار الوكالة في مساعدة أطفال فلسطين، إلى جانب سؤالهم عن أوضاع وطموحات هؤلاء الأطفال. كما عرف الاجتماع توقيع بروتكول تعاون بين الوكالة ومدرستي جبران خليل جبران و"الفرير"، يروم إقامة نادي "أطفال من أجل القدس" للتربية على قيم المحبة والسلام، وتطوير برامج ومشاريع مشتركة لتحسين الوعي الجماعي للناشئة بالقضايا الإنسانية وفي طليعتها قضية القدس، واستثمار تجارب وخبرات الأطراف لذلك، وكذا تعبئة الوسائل لتمويل هذه البرامج والمشاريع. واغتنم الأطفال هاته المناسبة لرفع برقية إلى جلالة الملك، عبروا فيها عن امتنانهم لكرم الضيافة المغربية، مؤكدين على الحاجة لإنصاف الطفولة الفلسطينية، وتحسين ظروف عيش أطفال القدس، وتمتيعهم بحقهم في التربية والتعليم والترفيه، حسب ما تنص عليه الاتفاقية الأممية لحقوق الطفل. واختتمت فعاليات الجلسة العامة لنموذج محاكاة القمة الدولية من أجل القدس بتلاوة البيان الختامي، الذي أعرب فيه الأطفال عن رفضهم للعنف، ودعوا إلى بناء المجتمعات على أسس الأخوة الإنسانية وقيم العدل والمساواة، كما أكدوا على حق أطفال فلسطين في التمدرس، "أصحاء في عقولهم وفي أبدانهم".