الرباط – تلعب التمارين الرياضية دورا مهما في الحفاظ على صحة مرضى السكري وتجنب مضاعفات الداء المزمن، حيث تساهم في التحكم في نسبة السكر في الدم وضبط معدل الكولسترول، وبالتالي التقليل من الإصابة بالأمراض المترتبة على اضطرابه. بيد أن ظروف الحجر الصحي وإغلاق القاعات الرياضية والحدائق العمومية كإجراء احترازي للحد من تفشي فيروس كورونا "كوفيد-19′′، وضيق الفضاءات في أغلب البيوت المغربية جعلت من الحفاظ على الروتين المنتظم للتمارين أو الإحساس بالحماس لممارسة الرياضة تحديا بالنسبة لمرضى السكري. ويشدد المتخصصون على أن الحركة وممارسة التمارين الرياضية، أمر مهم للصحة الجسدية والنفسية لمرضى السكري، الذين يحثونهم على ضرورة أن يظلوا نشيطين خلال هذه الفترة العصيبة من أجل الحفاظ على كتلة العضلات وكثافة العظام، وتقوية جهاز المناعة، الذي يعد خط الدفاع الأمامي لوقاية هذه "الفئة المعرضة بشكل كبير لخطر الإصابة بالعدوى". وفي هذا السياق، يقول الدكتور العياشي الحارثي، طبيب رئيسي بالمركز الصحي حي السلام واحد بسلا والمتخصص في الطب العام والطب الرياضي، إن لا أحد يجادل في كون ممارسة الرياضة لها فوائد جمة بالنسبة للإنسان وخاصة بعض الأنواع كالجري والسباحة والمشي، مع الالتزام بالمعايير الصحية المعمول بها، وعلى الأخص في حالة مرضى السكري بنوعيه الأول والثاني. ويرى ، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أنه بالإضافة إلى الالتزام بتناول الأدوية واتباع الحمية ، يجب على المصابين بداء السكري القيام بتمارين رياضية يومية تخضع لعدة اعتبارات تراعي عامل السن ونوع السكري (النوع الأول أو الثاني أو سكري الحمل)، مع تحديد عدد الحصص اليومية حسب القدرة البدنية لكل مريض. وقال الدكتور الحارثي، إن التمارين الرياضية بالنسبة لمريض السكري يجب أن تتوزع على ثلاثة أيام في الأسبوع وأن لا تتعدى مدة الحصة 30 دقيقة في اليوم سواء بصفة مسترسلة أو تقسيم هذه المدة إلى 10 دقائق في الصباح و10 دقائق عند الظهر و10 دقائق في المساء ، حسب الحالة الصحية للمريض. وشدد على أن هذه التمارين، خاصة في ظل القيود التي يفرضها الحجر الصحي على الجميع وليس فقط مرضى السكري تفاديا لتفشي وباء كورونا، يجب أن تتم بشكل تدريجي في المرحلة الأولى بحركات بسيطة في المنزل (حركات الأيروبيك مثلا)، ثم حصص من المشي لمن تتوفر لديهم أسطح بالمنازل أو حدائق، وكذا الدراجة الهوائية الثابتة التي يمكن وضعها في أي فضاء في البيوت لصغر حجمها. وحث الدكتور الحارثي مرضى السكري على ضرورة قياس مستوى السكر في الدم قبل أداء هذه التمارين الرياضية وبعدها، لتجنب الهبوط الحاد في نسبة السكر، خاصة بالنسبة للأشخاص الذين يستعملون الأنسولين، مع تناول وجبة خفيفة بعد ممارسة الرياضة مباشرة. وأشار إلى أن العديد من المواقع الإلكترونية باتت تقدم على منصاتها عبر الانترنيت حصصا تدريبية منزلية افتراضية، للتشجيع على ممارسة الرياضة في ظل الحجر الصحي، ولجميع الفئات العمرية (شبان ومسنون)، مما يساعد في درء الملل الذي تفرضه هذه الوضعية والحفاظ على الصحة البدنية. وبما أن الأشخاص المصابين بأمراض مزمنة ولديهم مناعة أقل، هم الأكثر عرضة للإصابة بفيروس كورونا المستجد، ينصح الدكتور الحارثي مرضى داء السكري بالتقيد الصارم بإجراءات الحجر الصحي وفق توصيات الهيئات الصحية، مشيرا إلى أن "علاج مريض السكري في حالة إصابته بالفيروس لا قدر الله يكون أصعب ويتسبب في مضاعفات غير محمودة العواقب، لذلك يجب الاحتياط أكثر وعدم مغادرة منازلهم". وخلص الأخصائي إلى أن مرضى السكري تكون مناعتهم أقل من الأصحاء، لذلك يجب عليهم اتخاذ المزيد من الاحتياطات والتدابير الوقائية لحماية أنفسهم من الإصابة بالعدوى، خاصة التغذية الصحية والمحافظة على النظافة الشخصية.