دكار – بفضل طموحها الكبير وإيمانها القوي بقدراتها العلمية والمعرفية، استطاعت المغربية بشرى سيدي حيدة، عضو مجلس تنمية البحث في العلوم الاجتماعية في إفريقيا، ومقره دكار، أن تبصم على مسار لافت في مجالات البحث والمعرفة. بدأت هذه الباحثة الجامعية في العلوم الاجتماعية وابنة مراكش، دراساتها العليا في جامعة لوفان الكاثوليكية في بلجيكا. تقول سيدي حيدة إن "بداية دراساتها في جامعة لوفان الكاثوليكية شكلت تجربة غنية ومثمرة بالنسبة إليها باعتبار أن هذا الفضاء العلمي الجامعي يواكب المستجدات العلمية والمعرفية، ويستضيف نقاشات وملتقيات حوارية بالغة الأهمية، وكذا توفره على أساتذة وباحثين يساهمون في توطيد المعرفة ". وبعد سلك الدكتوراه، قامت سيدي حيدة بإعداد دراسة حول المواطنين البلجيكيين من أصل مغربي ببلجيكا في إطار شراكة بين مؤسسة الملك بودوان ومركز الدراسات والأبحاث في العلوم الاجتماعية التابع لكلية العلوم القانونية والاقتصادية أكدال-الرباط. وحسب سيدي حيدة ، فإن هذه التجربة أتاحت لها التواصل ولقاء باحثين من أصل مغاربي متخصصين في مقاربة موضوع الهجرة بالعديد من المدن البلجيكية من بينها بروكسل وغنت ولييج وايضا الرباط. شغفها بالبحث لم يتوقف عند هذا الحد، خاصة وأنها هاجرت إلى كندا لإعداد دراسة حول المغاربة المقيمين في كيبيك ، في خطوة مماثلة تهدف إلى فهم أسباب ظاهرة الهجرة إلى هذا البلد. وقالت سيدي حيدة، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، بهذا الخصوص، إن " الانتقال من تجربة إلى أخرى مكنها من تعزيز مسارها المهني والتعرف على مجتمع مغاير واستكشاف بيئته بشكل أفضل". وبعد نيلها لجائزة المؤسسة الأوروبية العربية من جامعة غرناطة، استقر المقام بسيدي حيدة بعد ذلك بغرناطة، في تجربة معرفية وبحثية جديدة. وأشارت إلى أنها واصلت متابعة هدفها المتمثل في إعداد ونشر البحوث، الى جانب مشاركتها، في مؤتمرات ومنتديات وأيام دراسية تعنى بالعلوم الاجتماعية. وصدرت لبشرى ، الباحثة بالعديد من المراكز البحثية في مونريال ومرسيليا والرباط ، العديد من الكتب والمقالات المتخصصة في الدراسات الاجتماعية. ويعود تاريخ حلولها بمنطقة غرب إفريقيا عموما إلى سنة 2008 عندما زارت ياوندي بالكاميرون للمشاركة في مؤتمر بحثي دولي. وبعدما أصبحت عضوا بمجلس تنمية البحث في العلوم الاجتماعية في إفريقيا، شاركت بشرى سيدي حيدة في العديد من الأنشطة التي ينظمها المجلس كعضو فاعل بالمعاهد العلمية، أو كعضو في لجنة اختيار المنح للطلبة الأفارقة إلى جانب حضور العديد من المؤتمرات و الندوات. وسجلت أن زيارتها الأولى للسنغال تزامنت مع مشاركتها في المنتدى الاجتماعي العالمي الذي انعقد في دكار عام 2011، مضيفة أن هذا اللقاء شكل فرصة سانحة لها للتواصل مع الباحثين واستكشاف الخصوصيات الاجتماعية والثقافية للبلد. وتابعت "زيارتي لأي بلد ما تشكل بالنسبة لي دائما اضافة نوعية، على الرغم من اختلاف ثقافة المجتمعات، لكن الأهم هو استغلال كل تجربة واستثمار مزاياها ". وبالعودة إلى تجربتها بمجلس تنمية البحث في العلوم الاجتماعية، المؤسسة الافريقية المستقلة الهادفة إلى تعزيز تطوير البحوث في العلوم الاجتماعية والإنسانية، ترى سيدي حيدة أن "كل نشاط ينظمه المجلس يمثل إضافة نوعية لها باعتباره يتيح لها التعرف على المجتمعات الإفريقية بشكل أفضل والتواصل مع الباحثين من مختلف بلدان القارة ". وأردفت أن عملها بهذا المجلس الإفريقي شكل لها فرصة مواتية لاكتشاف بعض الاكراهات والإنجازات، والتحولات والطفرات التي مرت بها المجتمعات الإفريقية، والسياسات العمومية وقضايا الديمقراطية، واحتياجات المجتمعات والساكنة من خلال البحوث التي يشرف عليها المجلس. لذلك، تدعو سيدي حيدة، الباحثين إلى عدم التذرع بصعوبة ظروف العمل في إفريقيا جنوب الصحراء، ورفع التحدي، لأنه السبيل الأوحد لإغناء المسار المهني، واكتساب تجارب مهنية جديدة.