أضرم اللبناني جورج زريق النار في نفسه في باحة مدرسة بكفتين في الكورة، احتجاجا على عدم إعطائه إفادة مدرسية لنقل ابنته من المدرسة التي تدرس فيها إلى مدرسة أخرى، وذلك بسبب سوء وضعه المادي وتراكم القسط المدرسي المتوجب عليه. ونقل زريق إلى المستشفى للمعالجة إلا أنه ما لبث أن فارق الحياة. وحسب الوكالة الوطنية للإعلام أن جورج زريق كان ينوي نقل ابنته من مدرسة «سيدة بكفتين» في منطقة الكورة إلى مؤسسة تعليمية أخرى، لكن المدرسة رفضت إعطاءه الإفادة الدراسية اللازمة، فأضرم النار في نفسه. وقد نقل إلى المستشفى في مدينة طرابلس (شمال) لكنه سرعان ما فارق الحياة، متأثراً بالحروق الناجمة عن سكب البنزين على جسده. وأشارت إدارة المدرسة في بيان، إلى الظروف المالية الصعبة لزريق. وذكرت أنها سبق وأعفته من دفع الأقساط باستثناء رسوم مترتبة على النقل والقرطاسية والنشاطات خارج الصف. ولم يوضح البيان ما إن كانت الإدارة قد رفضت إعطاءه الإفادة الدراسية ما لم يدفع باقي المتوجّبات. وقال الطبيب غبريال السبع رئيس قسم الجراحة في مستشفى السلام الذي نقل إليه زريق، إن الأخير وصل «والحروق تغطي 90 في المئة من جسمه». وأضاف «فعلنا ما في وسعنا لكن لم يكن من الممكن إنقاذه.. لقد أدت مادة البنزين إلى حروق داخلية أيضاً، وحروق في الرئتين». وفي وقت لاحق، أعلن وزير التربية والتعليم العالي أكرم شهيب في بيان أنه أوعز «بفتح تحقيق لجلاء الملابسات المحيطة بالحادثة»، موضحاً أن الوزارة ستتولى تعليم ولدي زريق. وآمل شهيب أن «تشكل هذه الحادثة المؤلمة حافزاً للحكومة كي تولي الأوضاع الاقتصادية والمعيشية الصعبة الأولوية في عملها». وأثارت هذه الحادثة استياء واسعاً على مواقع التواصل الاجتماعي، وهي تأتي في ظلّ تململ متزايد من الظروف الاقتصادية المتردّية التي يعيش فيها اللبنانيون في السنوات الأخيرة، وتكشّف أخبار بشكل مستمرّ عن حالات بؤس اجتماعي قاسية، منها عجز كثيرين عن دخول المستشفيات لعدم قدرتهم على تسديد تكاليف العلاج. وتفرض الكثير من المدارس الخاصة في لبنان أقساطا تثقل كاهل أولياء التلاميذ مع زيادة مستمرة سنة تلو الأخرى، لذا يعمد الكثيرون إلى نقل أبنائهم إلى المدارس الحكومية. وكتب أكرم سابق وهو مسؤول في إدارة تربوية على صفحته على «فيس بوك» مخاطباً المسؤولين «خذوا المناصب المكاسب والكراسي ولكن دعونا نعيش بكرامة.. جورج أشعل النار في نفسه وأشعل نار الوجع في صدر كل مواطن». وكتب الناشط فاروق يعقوب «علينا أن ننزل إلى الشارع ونشعل البلد مثلما أشعل جورج زريق النار في نفسه». وسرعان ما نشر ناشطون على مواقع التواصل تعليقات استذكروا فيها معاناتهم وهم تلاميذ جراء عدم قدرة أهلهم على تسديد الأقساط الدراسية في الوقت المناسب.