أجرى صلاح الدين مزوار، وزير الشؤون الخارجية و التعاون أمس الاثنين في إطار زيارة العمل التي يقوم بها إلى بنما، مباحثات مع عدد من المسؤولين الحكوميين و الفعاليات الاقتصادية حيث تناولت تعميق مجالات التعاون الشاملة و المتنوعة بين المغرب و بنما، ضمن إطار رؤية إستراتيجية لشراكة جنوب/ جنوب . و ركزت هذه المباحثات على مد جسور التبادل الثقافي و الاقتصادي و السياسي بين البلدين لتعزيز علاقات الصداقة التي توجت منذ سنة 2013 بافتتاح سفارة بنما بالرباط، وتلتها زيارات متبادلة بين مسؤولي البلدين و التوقيع على عدد من اتفاقيات التعاون الثنائي. و في سياق الأجراة الفعلية لهذه الالتزامات تأتي زيارة وزير الشؤون الخارجية لبنما بدعوة من الحكومة البنمية، والتي ستتوج بافتتاح سفارة المغرب اليوم مباشرة بعد لقاء وزير الشؤون الخارجية بنائبة رئيس الدولة ووزيرة الخارجية . وكان مزوار التقى أمس الاثنين رئيسة لجنة العلاقات الخارجية بالجمعية الوطنية ، "دانا كاستنيدا"التي أشادت بمستوى علاقات الصداقة بين البلدين، و شددت في لقائها بوزير الشؤون الخارجية على أنها تدعم مقترح الحكم الذاتي في الصحراء باعتباره حلا جديا وواقعيا ومهما ستستفيد منه ساكنة المنطقة و يكفل نماها و استقرارها ، مشيرة إلى أن زيارتها السابقة للأقاليم الجنوبية مكنتها من الاضطلاع على حقيقة الأوضاع بها، مفندة كل المغالطات التي يتم الترويج لها من قبل البعض لدعم الأطروحة الانفصالية و التي تعتبرها غير قائمة على أسس واقعية و تفتقد إلى المصداقية . و أكدت رئيسة لجنة العلاقات الخارجية بالبرلمان البنمي على أن الأقاليم الجنوبية تشهد تطورا ملحوظا على كافة المستويات من خلال نجاح نموذج تنمية هذه الأقاليم بالموازاة مع التحولات السياسية و الاقتصادية والحقوقية التي يشهدها المغرب. من جهته، شدد مزوار في هذا اللقاء ، على أهمية أن يضطلع الرأي العام البنمي على حقيقة الأوضاع بالأقاليم الجنوبية و المغالطات التي تروجها الجهات الانفصالية للتضليل و التغطية على الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان بتندوف مقابل التطور الملحوظ لمستوى عيش ساكنة الصحراء و اتساع مجالات الحريات بها . ولم يفت المسؤولان التأكيد على أن تبادل الزيارات بين ممثلي الأمة بكلا البلدين و مد جسور التواصل بينهما كفيل بتعزيز مستوى التفاهم السياسي بين البلدين في كافة المجالات ذات الاهتمام المشترك مع تنشيط آليات التشاور السياسي . من جهتها، أفادت مسؤولة العلاقات الخارجية بالبرلمان البنمي أن جمعية الصداقة البرلمانية بين بنما و المغرب في طريقها إلى الخروج إلى حيز الوجود، ما سيشكل جسرا أساسيا للتواصل بين المؤسستين التشريعيتين بالبلدين. في السياق ذاته، سارت المحادثات التي أجراها السيد مزوار مع رئيس الجمعية الوطنية ببنما،"روبين دي ليون" في الاتجاه ذاته، حيث اتفق الطرفان على أهمية الدفع بالتعاون والمشاورات السياسية بين برلماني البلدين من أجل تقارب أكبر في المواقف ووجهات النظر في كل القضايا الثنائية و في المحافل الدولية. من جهة أخرى، كانت زيارة السيد مزوار لبنما، مناسبة أيضا للقاء الفاعلين الاقتصاديين، من أجل تعزيز علاقات التعاون في مجالات التجارة و التكنولوجيات الحديثة و البيئة و اللوجستيك و الموانئ والطاقات المتجددة. وهكذا التقى وزير الشؤون الخارجية و رئيس مجلس رقابة الوكالة الخاصة لميناء طنجة المتوسط، فؤاد البريني ، وزير شؤون القناة، روبيرتو روي، و"خورخي بركات"، مدير السلطة البحرية لقناة بنما، حيث تناولت المباحثات أهمية التوقيع على اتفاقية التعاون الاستراتيجي في المجال المينائي و اللوجستي بين قناة بنماوطنجة المتوسط طبقا لتوجهات مشتركة تراعي مصالح البلدين. بما يضمن ولوج المغرب لأسواق أمريكا اللاتينية عبر قناة بنما، و ما يسمح للأخيرة باقتحام السوق الأفريقية الواعدة عبر مدينة طنجة باعتبار موقعها الجغرافي المتميز لتنمية التبادل التجاري بين البلدين، كما أبدا المسؤولان البنميان اهتمام بلادها بالاستفادة من خبرات المغرب التي راكمها في مجال التكوين . البعد البيئي واحتضان المغرب للمؤتمر العالمي حول التغيرات المناخية بمراكش خلال نونبر 2016، كان حاضرا أيضا في المباحثات التي أجراها السيد الوزير مع وزيرة البيئة "ميري أندرا"، حيث أكد مزوار على أن المغرب سيدافع عن قضايا و انشغالات دول الجنوب خلال هذا المؤتمر الهام، مشيدا بدور بنما في الدفاع عن قضايا البيئة و محاربة التصحر، كما اتفق الطرفان على تعميق التعاون البيئي و في مجالات الطاقات المتجددة. في السياق ذاته، التقى مزوار رجال الأعمال بغرفة الصناعة و التجارة و الفلاحة ببنما،حيث أبدى هؤلاء اهتمامهم بموقع المغرب الجغرافي المتميز باعتباره بوابة لأفريقيا نحو باقي القارات، مشددين على أهمية تشجيع مجالات التعاون التجاري و اللوجستي و السياحي بين البلدين، إضافة إلى ميادين التكنولوجيا الحديثة و الطاقة و الفلاحة ، مع تبادل زيارات رجال الأعمال بين البلدين إيمانا منهم بدور العلاقات الاقتصادية في تعزيز علاقات التعاون الثنائية.