الرجا باقة سايفطي لي اللعاقة..هذا هو شعار المرحلة التاريخية الدقيقة التي يجتازها المغرب و ليس تلك اللازمة التي يرددها كل السياسيين مثل ببغاوات : إننا في مرحلة تاريخية دقيقة و استثنائية..الله أعلم ..نسمع هذه القولة منذ أكثر من خمسين سنة دون أن نرى بالملموس ما يفيد..هي جعجة بلا طحين فقط..عودة للكرة .. المرحلة التاريخية الدقيقة و الحاسمة التي أجتازها المغاربة رجاويون و غير رجاويين هي منافسات الكأس في مراكش و أكادير و مواجهة فرق كبيرة من العالم.. هو امتحان العولمة على الطريقة الكروية للبلد قبل أن يكون لفريق الرجاء وحده فقط.. هذه الليلة تأجلت كل المواعيد من أجل متابعة مقابلة الرجاء مع فريق برازيلي محترف .. في الكرة جمهور الناس سواسية حقيقة و ليس في أشياء أخرى,,يتساوى ماسح الأحذية و حارس العمارة و حارس السيارات و بائع الديطاي بالجهابذة من بني آدم من كبار رجال الدولة و السلطة إلى كبار الأثرياء و رجال الأعمال و الفنانيين و المثقفين.. كلكم سواسية أمام الكرة و ليس أمام شيء آخر.. الدين العظيم الذي يقهر كل الأديان الآن هو الكرة و لا شيء غيره .. من الطبقة العاملة في بريطانيا حين اكتشف هذا السحر مع بداية تطور الحركة العمالية و الصناعية إلى الآن أصبحت الفيفا و البطولات في أمريكا و ارو ربا و جهات أخرى أهم من أي شيء آخر.. عظيم جدا أن ينادي الميثاق العالمي لحقوق الإنسان و كل المواثيق المطابقة له وطنيا و محليا بالمساواة بينما المساواة الحقيقة بين البشر تتم في الكرة .. قطر فهمت اللعبة و حاولت ان تصير دولة حقيقية باعتمادها على المال أولا ثم على الكرة..يقال و الله اعلم أنها كانت سخية لكي ينظم المونديال في مدينة من مدن الملح و ليس في بلد آخر.. التاريخ ربما سيكشف لنا لا حقا بعد فوات الأوان طبعا عن تفاصيل الصفقات.. الو الو الوالدة.. الرجا باقة بغيت الللعاقة…هو قمة في التلقائية والإبداع. الشعب الحقيقي هو الذي يخرج هذه اللحظات بأبواق السيارات فرحا بانتصار الرجاء في كل أرجاء البلد.. هي الفرحة المفقودة التي يبحث عنها الناس بعد كل الحزن الذي يمزقهم بسبب الأزمة و البطالة و حكومة يقودها حزب منح وعودا كثيرة و فشل في تحقيق النزر القليل منها.. الفرحة التي يشعر بها المغاربة كبيرا و صغيرا اليوم و الانتشاء الكبير و انهار البيرة و النبيذ التي سالت أكبر من الحكومة من وزارة الشبيبة و الرياضة .. ألو ألو الوالدة ..الرجا باقا ..سيفطي اللعاقة..هذا شعار الجيل الجديد الذي تربى وسط مغرب جديد آخر مغاير للمغرب الذي يفكر فيه السياسيون الذين توقف التاريخ عندهم في إنشائيات مكررة.. هل ستقفل المدرسة غدا يقول الطفل التلميذ لوالده فرحا بالانتصار.. كرة القدم و نجومها و إيقوناتها و سحرها و أسطورتها هي أم الاديولوجيات في العصر الحديث .. هي الدين رقم واحد باعتراف الجميع .. شكرا للرجاء الذي صنع الفرحة لشعب يعيش أياما رتيبة كئيبة بسبب الضجر و الآمال المؤجلة .. من زمان لم يفرح المغاربة فرحة بفريقهم الوطني و اليوم الادرنلين تتحرك بنشاط..و الفتيان و الفتيات و الكهول و الشيوخ و الصبيان و الجدات و العاطلون و الأثرياء و الوزراء و المعدمون و المفلسون و المؤمنون و الملحدون و العلمانيون و القوميون و الامازيغ و مغاربة الداخل و الخارج كلهم فرحون غارقون في النشوة.. ألو الو الوالدة … الرجا باقا سايفطي اللعاقة… المغرب في عرس..الو الو…