عين الملك محمد السادس، اليوم الاثنين 24 مارس 2025، عبد القادر عمارة رئيسًا جديدًا للمجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي، في خطوة تفتح آفاقًا جديدة أمام المؤسسة الدستورية التي تلعب دورًا استشاريًا محوريًا في القضايا الاقتصادية والاجتماعية والتنموية للمملكة. ويُنتظر أن يضطلع عمارة، الذي راكم تجربة سياسية وتشريعية وتنفيذية واسعة، بدور فعال في تعزيز توجه المجلس ليصبح فضاءً للوساطة الاجتماعية والإنصات وتقديم الآراء الوجيهة بشأن السياسات العمومية، خاصة في الملفات المرتبطة بالحماية الاجتماعية، والشباب، والحوار الاجتماعي، والحد من الفوارق المجالية. وتولى الرئيس الجديد للمجلس، منذ انطلاق مسيرته المهنية والسياسية، مهام متعددة في هرم الدولة، حيث شغل حقائب وزارية وازنة همّت قطاعات التجارة والصناعة والطاقة، والتجهيز والماء، كما انتخب نائبًا برلمانيًا ورئيسًا للجنة القطاعات الإنتاجية بمجلس النواب، وتدرج في مناصب المسؤولية داخله إلى أن أصبح نائبا أول لرئيس المجلس. ينحدر عمارة من مدينة بوعرفة حيث رأى النور في 28 يناير 1962، وبدأ مساره العلمي بحصوله على شهادة البكالوريا من ثانوية عمر بن عبد العزيز بوجدة، قبل أن يتابع دراسته بمعهد الحسن الثاني للزراعة والبيطرة بالرباط، ويتوج مساره العلمي بالحصول على الدكتوراه سنة 1986. وسافر لاحقًا إلى فرنسا لتطوير كفاءاته، ثم التحق بالسويد حيث اشتغل مستشارًا علميًا لدى المنظمة العالمية للعلوم على مدى عشر سنوات. وإلى جانب مساره الحكومي والتشريعي، ساهم عمارة في العمل المدني والنقابي، إذ يُعد من المؤسسين لجمعية "برلمانيون مغاربة ضد الفساد"، كما كان عضوًا في اللجنة الإدارية للنقابة الوطنية للتعليم العالي. وتفتح هذه التعيينات الملكية مرحلة جديدة في مسار المجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي، وسط انتظارات متزايدة لتعزيز دوره كمؤسسة دستورية قادرة على مواكبة التحولات، وتقديم رؤى استراتيجية تسهم في تحقيق العدالة الاجتماعية والتنمية المستدامة بالمغرب.