رجحت مصادر مطلعة فوز شركة كورية بصفقة تأمين 150 قطارا لصالح المغرب، بعد استبعاد عروض تقدمت بها كل من "ألستوم فرنسا"، "ألستوم إيطاليا"، "ألستوم إسبانيا"، و"ألستوم المغرب"، إلى جانب كل من الشركة الإسبانية "تالغو" والمجموعة الصينية "CRCC". ويأتي هذا بعدما وافق المغرب على اختيار المصنعين المسؤولين عن تصنيع 150 قطارا تقليديا، موزعة على ثلاثة أصناف: 40 قطارا بين المدن، 60 قطارا سريعا، و50 قطارا للقطارات الجهوية، مع ضمان صيانتها لمدة 20 عاما. ومن المنتظر أن تشغل القطارات الجديدة على امتداد خط TGV الرابط بين طنجة ومراكش، باعتباره امتدادا للمحور الحالي طنجة-الدارالبيضاء، الذي جرى اعتماده رسميا سنة 2022، في سياق تحضيرات المغرب لاستقبال مونديال 2030. ووفقا لما أوردته وكالة BFMTV، فقد أصبح السباق اليوم محصورا بين العملاق الكوري الجنوبي "هيونداي روتيم" ونظيره الإسباني "CAF"، حيث تشير التوقعات إلى فوز الشركة الكورية بهذه الصفقة الضخمة. وأوضحت الوكالة أن شركة "هيونداي" تحظى بالأفضلية، بعدما قدم رئيسها التنفيذي، خلال زيارته للمغرب في يوليوز الماضي، مقترحا لبناء مصنع محلي لإنتاج القطارات، مع نقل التكنولوجيا إلى المملكة، ما يعزز حظوظه في الظفر بالصفقة، في وقت يستعد فيه المكتب الوطني للسكك الحديدية لصياغة دفتر التحملات النهائي وإطلاق المرحلة الحاسمة من المناقصة. وتوقع المصدر نفسه أن تتراوح قيمة هذه الصفقة ما بين 750 مليونا ومليار يورو، وفقا للاختيارات التقنية ونطاق الصيانة المتفق عليه، بينما قد تتكفل فرنسا بتمويل جزء من هذا المبلغ، انسجاما مع التفاهمات الثنائية حول تسهيلات مالية لدعم قطاع السكك الحديدية، والتي جرى توقيعها خلال زيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى المغرب في أكتوبر الماضي. ويأتي هذا في الوقت سبق وساهمت فيه فرنسا بنسبة 51% في تمويل مشروع الخط فائق السرعة الذي يربط طنجةبالدارالبيضاء، والذي دشن سنة 2018 بكلفة ناهزت ملياري يورو، مستفيدة من حزمة قروض متنوعة. واستمر حضور المجموعة الفرنسية "ألستوم" في مجال القطارات فائقة السرعة، حيث وقع عليها الاختيار كمزود رئيسي للمكتب الوطني للسكك الحديدية، لتوريد 18 قطارا من طراز Avelia Horizon، وهو نفس النموذج المستخدم في TGV M التابع للشركة الوطنية للسكك الحديدية الفرنسية.