وجهت الفدرالية الوطنية للجمعيات الأمازيغية بالمغرب شكاية إلى السيد رئيس النيابة العامة بالرباط ضد رئيس جمعية نادي الرجاء الرياضي المغربي التي يقع مقرها بمركب محمد الخامس الدارالبيضاء، وعدد من المجهولين المحسوبين على مشجعي فريق الرجاء، وذلك على خلفية ما سمي ب"الهتافات العنصرية"، ضد مشجعي حسنية أكادير، خلال المباراة التي جمعت الفريقين برسم الدورة الخامسة من البطولة الاحترافية لكرة القدم إنوي القسم الأول، والتي جرت يوم الأربعاء 19 أكتوبر 2022. وكشفت الفيدرالية التي تضم 87 جمعية أمازيغية بالمغرب، أن المباراة المؤجلة لفريق الرجاء البيضاوي وفريق حسنية أكادير عرفت ترديدا متكرر و بشكل جماعي ومنظم لشعارات ذات طابع عنصري عرقي ضد الأمازيغية والأمازيغ. واعتبرت الفيدرالية أن "الهتافات والشعارات التي رفعت بمدرجات الملعب من قبل مشجعي المشتكى به الأول تشكل تمييزا مقيتا مرفوض قانونا وأخلاقيا وحقوقيا"، كما أنها تنطوي على تحقير الأمازيغ. وشددت الفيدرالية في شكايتها التي توصلت أكادير 24 بنسخة منها على أن الفريق المستهدف بشكل متكرر ومستفز بهذه الشعارات العنصرية هو فريق حسنية اكادير وجمهورها الذي يمثل سوس الكبير في البطولة الوطنية، والمعروف بهويته الأمازيغية. وفي سياق متصل، استنكرت ذات الهيأة "صمت إدارة نادي الرجاء البيضاوي عن تكرار هذا السلوك العنصري بميدانه من طرف محسوبين على جماهيره قبل وخلال كل مباراة تجمعه بفريق حسنية أكادير"، كما نددت ب"تساهل مندوب الجامعة وحكم هذه المباراة ومندوبي الجامعة وحكام مباريات السنوات السابقة مع هذه الممارسات العنصرية وعدم اتخادهم لأي اجراء لزجر هذه الأفعال الخطيرة". ونصت الشكاية على أن "رفع أي شعارات عنصرية ضد فريق وجماهير حسنية أكادير هو بمثابة فعل لا إنساني يماثل الجرائم ضد الإنسانية "التي ارتكبت في سياق نظام مؤسسي قائم على القمع والسيطرة بصورة منهجية من جانب جماعة عرقية واحدة على أي مجموعات أو مجموعات عنصرية أخرى"، كما أقر ذلك نظام روما الأساسي لعام 2002 للمحكمة الجنائية الدولية. واستحضرت الفيدرالية ديباجة الدستور المغربي ليوليو 2011، والتي تنص على "حظر ومكافحة كل أشكال التمييز، بسبب الجنس أو اللون أو المعتقد أو الثقافة أو الانتماء الاجتماعي أو الجهوي أو اللغة أو الإعاقة أو أي وضع شخصي". كما استحضرت ذات الهيأة في شكايتها مقتضيات الاتفاقية الدولية لمكافحة كل أشكال التمييز، وبالأخص مقتضيات مادتها الثانية، وكذا مدونة التأديب للجامعة الملكية التي تعاقب في مادتها رقم 94 الممارسات العنصرية. وتبعا لذلك، طالبت الفيدرالية بالتحقيق مع رئيس نادي الرجاء الرياضي المشتكى به الأول ومساءلته باعتباره المستضيف للمباراة المذكورة، كما أنه المؤطر لجماهير فريقه. وإلى جانب ذلك، طالبت الفدرالية الوطنية للجمعيات الأمازيغية بإحالة شكايتها على الجهة المختصة، لتحيلها بدورها على الشرطة القضائية وأمرها بفتح تحقيق في مضمونها عبر الاستماع لإفادة المشتكى به الأول، والكشف عن هوية الجماهير المعنية بهذه الشكاية. هذا، وشددت الفيدرالية على ضرورة اتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة ومتابعة المشتكى بهم وكل من ثبث مساهمته أو مشاركته في ارتكاب الأفعال سالفة الذكر، وإحالتهم على التحقيق أو الجلسة العلنية لمحاكمتهم وفق ما تمليه القوانين. يذكر أن الفدرالية الوطنية للجمعيات الأمازيغية هي عبارة عن ائتلاف جمعوي غير ربحي يضم 87 جمعية أمازيغية بالمغرب، تنشط في مجال تنمية الأمازيغية والنهوض بها، علاوة على تكريس لقيم المساواة ونبذ العنصرية والتمييز والكراهية.