يحتاج كل من برشلونة وريال مدريد الأسبانيين إلى معجزة على ملعبه من أجل تقديم “انتفاضة إياب” ناجحة وكافية للعبور إلى المباراة النهائية في دوري أبطال أوروبا لكرة القدم بعد السقوط المدوي لكل منهما خارج ملعبه في لقاء الذهاب الأسبوع الماضي. وسقط برشلونة صفر-4 أمام بايرن ميونيخ الألماني الثلاثاء الماضي ويلتقي الفريقان إيابا الأربعاء على استاد “كامب نو” ببرشلونة كما سقط الريال 1-4 أمام بوروسيا دورتموند الألماني الأربعاء الماضي على أن يلتقي الفريقان إيابا الثلاثاء في استاد “سانتياغو برنابيو” بالعاصمة الأسبانية مدريد. وقال ساندرو روسيل رئيس نادي برشلونة: “كل شيء ممكن في كرة القدم. يجب أن يثق الجميع في هذا”.ولم ينجح أي فريق من قبل في تحويل تأخره صفر-4 ذهابا إلى انتفاضة إياب ناجحة على مدار تاريخ دوري الأبطال. ورغم هذا، يبدو برشلونة قادرا على الاعتماد مجددا على نجمه الأرجنتيني الفذ ليونيل ميسي خلال التشكيلة الأساسية للفريق. واستعاد ميسي، الفائز بجائزة الكرة الذهبية لأفضل لاعب في العالم على مدار الأعوام الأربعة الماضية على التوالي، كثيرا من لياقته البدنية وظهر بشكل جيد في المباراة التي تعادل فيها الفريق 2-2 مع أتلتيك بيلباو السبت في الدوري الأسباني بعدما عانى ميسي في الفترة الماضية من إصابة في عضلات الفخذ الأيمن. ولكن تيتو فيلانوفا المدير الفني لبرشلونة سيكون بحاجة إلى تدعيم وتقوية خط دفاعه في ظل الإصابة التي يعاني منها كل من الأرجنتيني خافيير ماسكيرانو وكارلوس بويول إضافة لإيقاف الظهير الأيسر خوردي ألبا. ويدرك برشلونة قبل مباراة الإياب أن ثلاثة فرق نجحت سابقا في تحويل تأخرها بفارق أربعة أهداف ذهابا إلى فوز كاف في لقاء الإياب وكانت إحدى هذه المرات أمام يوب هاينكس المدير الفني الحالي لبايرن. وفي مسابقة كأس الاتحاد الأوروبي (الدوري الأوروبي حاليا) بموسم 1985-1986، تغلب بوروسيا مونشنغلادباخ الألماني بقيادة هاينكس على ريال مدريد 5-1 ذهابا في الدور الأول للبطولة قبل أن يفوز الريال على منافسه 4-صفر إيابا. وسقط بارتيزان بلغراد الصربي 2-6 أمام كوينز بارك رينجرز في ذهاب الدور الثاني لكأس الاتحاد الأوروبي موسم 1984-1985 ولكنه رد بقوة في لقاء الإياب على ملعبه وفاز 4-صفر ليعبر إلى الدور التالي. وفي الدور الأول لبطولة كأس أوروبا للأندية أبطال الكؤوس بموسم 1961-1962، خسر فريق ليشوش البرتغالي أمام لا شو دي فون السويسري 2-6 ذهابا قبل أن يقلب الطاولة على الفريق السويسري إيابا ويفوز 5-صفر. ورغم الفوز الكاسح في لقاء الذهاب، لا يتعامل بايرن مع لقاء الإياب باستهانة أو استخفاف، وقال هاينكس: “ندرك تماما أن برشلونة لا يزال أفضل فريق في العالم.. لقد جرح كبرياء برشلونة”. وقال الفرنسي فرانك ريبيري لاعب وسط بايرن: “يجب علينا جميعا أن نبذل جهدا كبيرا مثلما فعلنا في لقاء الذهاب وأن نتحلى باللعب الجماعي. أعرف مدى الصعوبة التي ستكون عليها المباراة في كامب نو”. وكان ريبيري واحدا من عشرة لاعبين شاركوا ضمن التشكيلة الأساسية لفريق بايرن في مباراة الذهاب ومنحهم هاينكس الراحة في مباراة الفريق أمام فرايبورغ بالدوري الألماني (بوندسليغا) السبت. وأشار فيليب لام قائد بايرن إلى أنه لم يمر وقت طويل على مباراته مع المنتخب الألماني أمام نظيره السويدي التي تعلم منها درسا كبيرا حيث تقدم الفريق الألماني 4-صفر قبل أن يسمح لمنافسه بإنهاء المباراة بنتيجة التعادل 4-4 وذلك في تشرين أول/أكتوبر الماضي ضمن تصفيات أوروبا المؤهلة لنهائيات كأس العالم 2014. وفي المقابل، يمتلك الريال سجلا وتاريخا في تحويل الهزائم الثقيلة إلى نتائج لصالحه عبر “انتفاضة الإياب” وهو ما يمنحه بعض الارتياح قبل مباراة الثلاثاء خاصة وأنه سجل هدفا في لقاء الذهاب بدورتموند مما يجعله بحاجة إلى الفوز بثلاثية نظيفة فقط. وفي العام 1975، خسر الريال على ملعب فريق ديربي كاونتي الإنكليزي 1-4 ذهابا في الدور الثاني لمسابقة كأس الأندية الأوروبية البطلة (دوري الأبطال حاليا) ولكنه قلب الطاولة على منافسه في لقاء الإياب على استاد “سانتياغو برنابيو” في مدريد وفاز 5-1 لتبدأ أسطورة “العودة الناجحة”. وبعدها بخمس سنوات، قلب الريال تأخره صفر-2 ذهابا أمام سلتيك الاسكتلندي في دور الثمانية للبطولة إلى فوز ثمين 3-صفر في لقاء الإياب بمدريد. وفي مسابقة كأس الاتحاد الأوروبي (الدوري الأوروبي حاليا) العام 1984، خسر الريال صفر-3 أمام أندرلخت البلجيكي في الدور الثالث للبطولة ولكنه فاز 6-1 في لقاء الإياب بمدريد. وفي الدور قبل النهائي للبطولة بالموسم نفسه، خسر الريال أمام انتر ميلان الإيطالي صفر-2 ثم فاز 3-صفر في مدريد إيابا وواصل مسيرته ليتوج بلقب البطولة. وفاز الريال بلقب كأس الاتحاد الأوروبي مجددا في العام التالي من خلال تقديمه أبرز “عودة ناجحة” في تاريخه حتى الآن حيث خسر 1-5 ذهابا أمام بوروسيا مونشنغلادباخ ولكنه فجر المفاجأة وفاز 4-صفر في لقاء الإياب. وفي الدور قبل النهائي للمسابقة بنفس الموسم، كانت هناك “انتفاضة إياب” رائعة أخرى حيث خسر 1-3 أمام انتر ميلان على استاد “سان سيرو” ذهابا ولكنه فاز 5-1 في لقاء الإياب بالبرنابيو. وأظهر لاعب الوسط الألماني سامي خضيرة نجم الريال معرفة تامة بانتفاضات الإياب السابقة لفريقه، وقال: “ريال مدريد استمتع بأكثر من ليلة ساحرة على استاد “سانتياغو برنابيو” خاصة في دوري الأبطال”، وأوضح: “سنحاول إضافة انتقاضه إياب أخرى إلى القائمة”. وأضاف أن مساندة ودعم الجماهير سيكون مهما للغاية. وقال: “عليهم أن يساندونا تماما من البداية وبحرارة مثلما يفعلون دائما. في هذه المباريات، يكون دعم الجماهير مهما للغاية وقد يكون عاملا حاسما”. وأضاف: “سيكون أمرا مهما أن نسجل هدفا مبكرا ولكن علينا أيضا أن نتحلى بالصبر ونبقي رؤوسنا مرفوعة… يجب أن نقدم ريال مدريد في الصورة التي يستحقها كناد عظيم”. و رغم هذا، يتطلع الريال بترقب شديد إلى لياقة مهاجمه البرتغالي كريستيانو رونالدو متصدر قائمة هدافي دوري الأبطال هذا الموسم برصيد 12 هدفا والذي تعرض للإصابة في عضلة الفخذ الأيسر خلال مباراة الذهاب أمام دورتموند وغاب عن مباراة “ديربي” العاصمة الأسبانية السبت والتي تغلب فيها ريال مدريد على جاره أتلتيكو مدريد 2-1. و أضاف خضيرة: “كل شخص يعرف رونالدو، يدرك أنه على استعداد دائما لخوض كل المباريات بغض النظر عن كونها مباراة كبيرة أو متواضعة. نحتاج إلى جهوده وأهدافه بشكل خاص في مباراة الثلاثاء نظرا للوضع الذي نمر به في هذه المواجهة”. وفي المقابل، قد يفتقد دورتموند في هذه المباراة جهود لاعبه لوكاز بيزتشيك بينما ينتظر أن يشارك كل من إلكاي غيوندوغان وماريو غوتزه في اللقاء رغم تعرضهما لإصابات طفيفة. و يدرك دورتموند ما ينتظره في مدريد من عقبات في طريقه إلى الظهور بنهائي دوري الأبطال للمرة الأولى منذ 1997، وقال البولندي جاكوب بلازتشيكوفسكي مهاجم دورتموند: “علينا أن نفوز بهذه الحرب”.