وأنت تتجول في شوارع المدن المغربية الكبرى ومراكزها التجارية لا تخطئ عينك أن أغلب المحلات يمتلكها أشخاص ينحدرون من منطقة سوس، ويمكن أن تميزهم بلكنتهم، فسواء كنت في درب عمر، القلب النابض للعاصمة الاقتصادية، أو ما يقابله في مدن فاس وطنجة وأكادير والرباط ووجدة والعيون، فإنك ستكتشف أن أهل سوس قد أصبحوا ماركة مسجلة. أغلبهم انطلقوا من مداشرهم في جبال الأطلس الصغير بسطاء بدؤوا تجارتهم من تحت الصفر حتى أصبح في ما بعد بإمكانهم أن يحركوا أو يشلوا اقتصاد مملكة بأكملها، هذه القناعة ستتأكد لك عندما تقوم بجرد لأصول وبدايات أشهر رجال الأعمال المغاربة وأرباب أكبر المقاولات في المغرب. كتاب «العصاميون السوسيون في الدارالبيضاء» لمؤلفه الدكتور عمر أمرير يكشف جوانب متعددة لعصاميين قدموا من سوس واختاروا مدينة الدارالبيضاء ملاذا لتجارتهم، واستطاعوا في ظرف وجيز تحويل دكاكينهم في «درب عمر» و»بنجدية» إلى «هولدينغات» كبرى، واستطاعوا عبر أساليبهم المبتكرة في التجارة بمفهومها السوسي البسيط أن يخلقوا فلسفة جديدة في الماركوتينغ لم يدرسوها لا في جامعات بريطانيا ولا أمريكا. جريدة الأيام، اختارت صفحات هذا الكتاب، الذي يكشف جوانب أخرى متعددة لنجاحات هؤلاء السوسيين العصاميين، الذين خرجوا من مداشر سوس ليتحكموا في اقتصاد مملكة بأكملها..