هم أشخاص يحترفون افتعال حوادث السير الوهمية. يتصيدون ضحاياهم بذكاء، ويختارون الوقت المناسب لعرض مسرحيتهم المحبوكة. منهم من ينصبون على سائقي السيارات ويطلبون منهم مبالغ مالية من أجل التنازل عن المتابعة، فيما يعمد آخرون إلى فبركة الحوادث باتفاق مسبق مع بعض السائقين، بغرض النصب على شركات التأمين والحصول على تعويضات مغرية. انتشر خلال الأسابيع الماضية شريط «فيديو» على موقع «يوتوب» أصبح حديث الساعة عبر مواقع التواصل الاجتماعي. الشريط يوثق لحادثة سير مفتعلة، حيث يظهر سائق دراجة هوائية يمر من أمام سيارة من دون أن يقع أي اصطدام.. وبعدما يقوم صاحب الدراجة بنصف دورة يضع دراجته بخفة أمام السيارة ثم يسقط على الأرض، بدعوى أن صاحب السيارة صدمه وأنه أصيب على مستوى رجله اليسرى، ثم ينهض بسرعة ويلتقط صورة للوحة ترقيم السيارة ويتوجه نحو السائق من أجل مساومته. غير أن هذا الأخير غادر مكان الحادثة عبر شارع التضامن بمنطقة سيدي البرنوصي بالدار البيضاء، بعدما رفض منح المال لمفتعل حادثة السير. بعد توجه صاحب الدراجة الهوائية إلى الشرطة لاتهام صاحب السيارة بصدمه والهرب، سيدلي صاحب السيارة للمصالح الأمنية بشريط فيديو بفضل الكاميرا المثبتة على واجهة سيارته، والتي كشفت لعبة صاحب الدراجة الهوائية. لولا ذلك الشريط لتحول صاحب السيارة المظلوم أمام العدالة إلى ظالم ولتعرض إلى عقوبات، رغم عدم ارتكابه أي ذنب سوى أنه سقط في فخ «قناص حوادث سير». هناك العديد من الأشخاص الذين نصب عليهم الشخص ذاته ومن بينهم نساء. سلمى فتاة في عقدها الثالث. قبل حوالي أربعة أشهر كادت ان تتعرض للنصب والاحتيال من قبل صاحب دراجة هوائية. ففي الوقت الذي كانت فيه سلمى تمر بسيارتها من زقاق فارغ بمنطقة سيدي البرنوصي، فوجئت بولد قاصر رمى بدراجته الهوائية على واجهة سيارتها فكسر الواجهة الأمامية ليسقط على الأرض مدعيا أنها صدمته. تحكي سلمى والخوف مازال باديا على محاياها أنها عندما اطلعت على شريط الفيديو الذي فضح عملية النصب على صاحب السيارة اكتشفت أنه نفس الشخص الذي حاول أن ينصب عليها. تقول سلمى: «بعدما ادعى القاصر أنني صدمته خرجت من السيارة لفهم ما يقع غير أنني تفاجأت بعد ذلك بخروج شركاء صاحب الدراجة الهوائية والذين انهالوا علي بعبارات السب والشتم وضربوا سيارتي وطلبوا مني النقود، غير أنني من شدة خوفي نفذت بجلدي وهربت»، قبل أن تضيف أنها لحسن حظها لم يقوموا بتصوير لوحة ترقيم سيارتها، إذ كانت ستتورط في قضية بريئة منها. و تروي سلمى أن بعض النساء يتعرضن للابتزاز من قبل قناصي السيارات خاصة في أماكن فارغة، مما قد يعرضهن للسرقة أو الاغتصاب لحظة خروجهن من السيارة بعد اعتراض طريقهن. لا يقف بعض القناصين عند ابتزاز المواطنين والحصول على دريهمات معدودة بل يقود جشع هؤلاء لكسب المزيد من المال والنصب على شركات التأمين. فخلال شهر فبراير الماضي تمكنت العناصر الأمنية من تفكيك شبكة مكونة من سبعة أشخاص ينشطون بمجموعة من المدن في افتعال حوادث سير وهمية. وأفادت مصادر إعلامية بأن أفراد الشبكة وجهت إليهم تهم تتعلق بالنصب والاحتيال وإهانة عناصر الضابطة القضائية عن طريق الإدلاء بوقوع حوادث سير وهمية والإرشاء، بعدما اعترف الموقوفون بافتعال عشرات الحالات وإحالة القضايا المتعلقة بها على شركات التأمين قصد الحصول على مبالغ مالية. الملف تطرقت له جريدة "الأخبار" عدد يوم غد.