هل تعلم أن الكوميدي عبد الرؤوف عانى في طفولته من تعدد الزوجات؟ ولد الفنان الساخر عبد الرحيم التونسي، الشهير بلقب «عبد الرؤوف»، في المدينة القديمة بالدارالبيضاء، فجر يوم الخميس 27 دجنبر 1936، بدرب سيدي فاتح. عاش اليتم وهو لازال طفلا في سن الثالثة من العمر، حيث فقد والدته مما أدخله في دوامة التيه رفقة ثلاثة إخوة، وهو ما دفع والده إلى البحث عن زوجة لتربية الأبناء الأربعة، إلا أن زوجة الأب ظلت تعامله بقسوة ما اضطره إلى مغادرة البيت على سبيل الإعارة، ليقيم عند خالته المتزوجة من جزائري اضطر بدوره ليتزوج امرأة أخرى، ما جعل عبد الرؤوف يعود إلى بيت والده الذي تزوج للمرة الثالثة، وهو ما حكم عليه بالعيش تحت رحمة الزوجات. لكن والده ألحقه بمدرسة الرومي في المدينة القديمة عن سن العاشرة من العمر، غير أنه سرعان ما غادرها والتحق بورشة ميكانيكي ظل يقسو عليه ما اضطره لترك «الصنعة» إلى غير رجعة. هل تعلم أن عبد الرحيم التونسي استلهم اسم «عبد الرؤوف» من شخصية زميل له في الدراسة؟ استلهم عبد الرحيم التونسي لقب «عبد الرؤوف» من أحد زملائه في المدرسة كان يحمل اسم عبد الرؤوف، وعرف ببلادته في الفصل الدراسي التي كانت تثير استفزاز المعلمين، إلا أن فكرة اللقب بدأت من عرض مسرحي قدمه التونسي في مدينة الجديدة سنة 1958 حيث لعب دور الشيخ، وحين عاد إلى الدارالبيضاء اكتشف أن زميله مصطفى مستعد نسي لباس التمثيل الخاص به في سيارة عبد الرحيم التونسي، وهو لباس فضفاض يشد إليه الكبار والصغار، حينها قرر ربط شخصيته بهذا اللباس وتقديم دور الأبله تجسيدا لشخصية رفيق طفولته الذي كان يصنع السخرية في الفصل الدراسي. منذ ذلك الحين قرر عبد الرؤوف إنشاء فرقة مسرحية تحمل اسم عبد الرؤوف، كانت تتمرن في المدينة القديمة بين مقر حزب الاستقلال في عرصة الزرقطوني، ودار الشباب «كازابلانكيز». وهو ما أهل الفرقة لتقديم عروض هزلية كان أولها في مدينة خريبكة بدعوة من إدارة الفوسفاط مقابل تعويض مالي لا يتجاوز 50 درهما لثلاثة أفراد يكونون الفرقة. هل تعلم أن عبد الرؤوف قدم أول عرض له وهو سجين بمعتقل «غبيلة» بالدارالبيضاء؟ تعرض عبد الرؤوف لمحن كثيرة في عهد الحماية، حيث اعتقل في أكثر من مناسبة، لكنه ظل قريبا من أفراد المقاومة، خاصة خلية المدينة القديمة، ما أدخله إلى سجن «غبيلة» بالدارالبيضاء سنة 1954، رفقة مجموعة من الوطنيين، اتهموا بتصفية أحد المتعاونين مع الإقامة العامة. قضى الشاب فترة طويلة دون محاكمة، وكانت تتردد عليه خالته وزوجة أخيه. في هذا المعتقل قدم عبد الرؤوف أول عروضه الهزلية لفائدة النزلاء بإيعاز من مدير السجن، الذي كان ينظم أمسيات فنية بالاستعانة بالمعتقلين أنفسهم. قدم عبد الرحيم التونسي العرض الفكاهي وهو يخفي جسده في جلباب حيث لم يكن يملك الجرأة للنظر في تقاسيم النزلاء وإدارة السجن التي تتابع العروض. لكن النزيل عبد الرحيم غادر المعتقل بإعاقة حيث أصيب في الرأس إثر انتفاضة للسجناء. هل تعلم أن عبد الرؤوف تعرض لحادث شغل ويتقاضى تعويضا من شركة تأمين قدره 300 درهم كل ثلاثة أشهر؟ مباشرة بعد حصول المغرب على الاستقلال، التحق التونسي بمصنع «صوماكا» لتركيب السيارات بالدارالبيضاء، حيث اشتغل في مصلحة لطلاء هياكل السيارات، إلا أنه تعرض لحادثة شغل إثر سقوط هيكل سيارة على جسده، نقل المستخدم على وجه السرعة إلى مستشفى ابن رشد وقضى فترة طويلة على سرير المرض، ما جعله يقرر مغادرة المصنع بشكل نهائي نظرا للعجز الذي تضمنه التقرير الطبي ولازالت مضاعفات هذه الحادثة تطارد عبد الرؤوف الذي يتقاضى تعويضا من شركة للتأمينات لا يتعدى 300 درهم كل ثلاثة أشهر، أي بمعدل 100 درهم في الشهر الواحد، وهو تعويض مستفز. هل تعلم أن عبد الرؤوف طلب من المندوب السامي للمقاومة التدخل له لدى «دوزيم» لعرض أعماله؟ يعتبر عبد الرحيم التونسي عنصرا في أسرة المقاومة وأعضاء جيش التحرير، ويتقاضى تعويضا شهريا قدره 742 درهما من ميزانية المندوبية السامية، إلا أن علاقة الفنان المقاوم بمندوبية مصطفى لكثيري جد متوترة، خاصة بعد لقاء جمعهما في مكتب هذا الأخير، التمس خلاله عبد الرحيم التونسي من المندوب السامي التدخل لدى القناة الثانية لفك الحصار المضروب عليه ومنعه من تقديم أعمال رمضانية في «دوزيم»، إلا أن لكثيري رفض التدخل في الموضوع واعتبره شأنا داخليا للقناة، رافضا توجيه رسالة في الموضوع إلى التلفزيون في النازلة. كما رفض عبد الرحيم تسلم تذكار من المندوبية في إحدى المناسبات داعيا المندوبية إلى دعم المقاومين ماديا بدل التكريم الرمزي.