اختتمت اليوم الاحد الماضي بجماعة أورير الواقعة شمال أكادير فعاليات الدورة السادسة لمهرجان إيموران، في الفترة الممتدة من 28 إلى 31 غشت الجاري، البرنامج كان غنيا ومتنوعا بعدد من الأنشطة الثقافية والرياضية بالإضافة الى الرواج التجاري الذي يعرفه الموسم ، المهرجان كعادته نظم تحت شعار "إيموران: ذاكرة وتنمية" من جمعية مهرجان إيموران للتراث والموروث الثقافي، التي سهرت لاربعة أيام على تنظيم هذه التظاهرة بشراكة مع الجماعة القروية لأورير والمعهد الملكي للثقافة الأمازيغية وفعاليات المجتمع المدني، كما لا ننسى الدور الفعال الذي لعبته القوات المساعدة وأعوان السلطة تحت الإشراف الشخصي لقائد أورير وكذا رجال الدرك الملكي والوقاية المدنية . إن إحياء هذا الموسم الذي دأب على الاحتفاء به أهل ساكنة جماعة أورير كل سنة منذ أزيد من 500 عام يندرج ضمن حرص المنظمين على الحفاظ على الجانب الثقافي باعتباره الرأسمال الحقيقي للمجتمعات والضامن لهويتها ووحدتها. وتضمن برنامج هذه الدورة مجموعة من الأنشطة نذكر منه سباق للجمال على الشاطئ صبيحة يوم السبت ، كما تم تنطيم المقابلة النهائية بين نادي شباب تمراغت و جمعية أنوار الزاوية ،هذه الأخيرة استطاعت الظفرباللقب بفضل الهدف الوحيد لعبد الله تومجين، وبالمناسبة نظم سباقا للعدو الريفي على الشاطئ احتل فيه ياسين الكمودي الرتبة الأولى متبوعا محمد أبودرار ثانيا وابراهيم الغاشي ثالثا ، فضلا عن عروض يومية للتبوريدة ومعارض للجمعيات التنموية بالمنطقة. كما عرفت هذه الدورة مشاركة عدد من الفرق الفنية الأمازيغية ، ففي يوم الجمعة أحيت فيه الفنانة الصاعدة فاطمة تاشتوكت سهرة فنية ألهمت جمهورها بالمهرجان بأحلى المقاطع ، لتختتمها مجموعة إمغران بأغاني تفاعل معها الجمهور الحاضر بكثافة ، يوم السبت كان على موعد مع عواد أحواش حاحا في البداية ، ليليها مجموعة سوس أكناوة ، النجمة الأمازيغية عائشة تاشنويت كانت مع الجمهور الذي حج بكثافة كبيرة جعلت اللجنة التنظمية تستعين بالقوات المساعدة ورجال الدرك الملكي لتأمين سير العام للسهرة الختامية ، وقدر المنظمون الجمهور الحاضر ب30000 متفرج محطما الرقم القياسي للسنة الفارطة. ويتطلع المنظمون إلى إدراج هذا الموسم ضمن قائمة التراث الوطني وإعطاء منطقة أورير وتامراغت ما تستحق من إشعاع جهوي ووطني ودولي للمساهمة في تشجيع السياحة الثقافية والرواج الاقتصادي، فضلا عن التعريف بالمنتجات المحلية للمنطقة والنهوض برياضة ركوب الأمواج وغيرها من الرياضات البحرية. ودأب سكان دوار تامراغت (14 كلم شمال أكادير) والقرى المجاورة على الاحتفال بموسم إيموران في الجمعة الأولى من شهر شتنبر تخليدا لذكرى انتصار الأهالي على المستعمر البرتغالي خلال النصف الأول من القرن السادس عشر، من خلال إقامة حفل ديني بضريح الولي الصالح آيت إعزى أوهدي يكون مناسبة للصلح بين القبائل وفضاء للتبادل والتعارف بين الفتيان والفتيات من مختلف الدواوير كثيرا ما نجمت عنه عدة زيجات. وعن أصل تسمية "إيموران"، تضارب الروايات بين من ينسبها إلى جمع كلمة "أموران" الأمازيغية التي تحيل على البأس والشدة أو إلى "موران" التي تذكر بإله الحب في المعتقدات الأمازيغية القديمة أو إلى جمع كلمة "إيميري" التي تعني العاشق. كما يرجح البعض كلمة إيموران لا تعدو كونها مجرد تحوير لاسم قائد عسكري برتغالي هو "بين ميراو" الذي حاول بناء حصن فوق الصخرة الكبيرة التي تحمل حاليا إسم "إيموران". إن الاحتفال بموسم إيموران هو في الحقيقة احتفال بانتصار الأهالي على الغزو البرتغالي المدجج بالأسلحة النارية للمنطقة في سلسلة معارك دارت رحاها حوالي 1505/1506، ومن ثم ارتبط هذا النصر بتقدير خاص في المخيال الشعبي لصخرة إيموران الحالية بما واكبها من غرائبية وأساطير ليس أقلها توافد الفتيات في سن الزواج على زيارة فجوة كبيرة بذات الصخرة من أجل التبرك. والحال أن هذه الصخرة تعرف تقليديا طيلة أيام المهرجان حركة دؤوبة للزوار من كل الأعمار ومن كل الجهات بين من يحمله الفضول ومن يقوم بترويج بضاعة ومن يرغب في التملي بأمواج البحر ومن تعتقد أنها قد "تتخلص" من "طالع سوء" يفتح لها باب الزواج بعدما تكون قد تعرضت داخل الثقب الأسطوري لرذاذ سبع موجات متتاليات. مهرجان إيموران لم يخلو من سلبيات عديدة أهمها إقصاء بعض المسابقات من البرنامج كسباق قوارب الصيد والسباحة وكرة الطائرة، كما أن التنظيم لم يكن محكما في بداية السهرات الفنية ، كما أن المهرجان شهد حالة من الإستنفار بعدما تم بثر أحد أصابيع فارس ،بندقيته كانه سببا في بثره وجروح غائرة لفرسه على مستوى الرقبة ،ورغم كل هذا فيظل هذا المهرجان قاطرة للتنمية بعد استفادة مجموعة من شباب المنطقة من مدخول يومي أنعشهم . ناصر أزوفري