لا حديث بين زوار معرض الفضة، المقام على هامش مهرجان الفضة تيميزار في دورته الخامسة، إلا عن القفطان المرصع بالفضة؛ والذي تمكن من خطف أنظار جميع زوار المعرض المقام لغاية يومه الجمعة المقبل. وتمكنت جمعية تيميزار، المنظمة للمهرجان، من خلق الحدث عبر اختيار القفطان كمفاجأة لهذا العام؛ بعد مفاجأة الخنجر للدورة السابقة، ووضع القفطان وسط المعرض، بحضور مبدعه الذي يقدم شروحات لزواره حول المراحل التي تطلبها إعداده. ويتكون القفطان، حسب مصممه عبد السلام الفيلالي، من 80 قطعة صغيرة من الفضة الخالصة عبارة عن خلالات وبلغة وخنجر وخميسة، بالإضافة إلى خمس خلالات زينت صدر الحزام وظهره وأعلى يديه، ومجموعة من الأحجار الكريمة "اللوبان الحر "، ويبلغ وزنه الإجمالي حوالي 3 كلغ، وهو مصنوع من أجود أنواع الاثواب التي كانت ترتديها أميرات ونبيلات أوربا وخاصة فرنسا. وتعود فكرة إعداده للوجود بفضل التنسيق مع "ارخاوي"، أحد تجار الفضة بمدينة تزنيت٬ والذي يشغل في نفس الوقت رئيسا لجمعية تيمزار المنظمة لمهرجان الفضة، وابتدأت القصة عبر البحث عن الثوب المناسب للقفطان، واستقر الأمر على "ستان دوشيز" وهو من بين أجود أنواع الأثواب في المغرب، وكانت تستعمله الأميرات والطبقة الراقية بأوربا وخاصة فرنسا، ويتميز بكونه يتحمل ثقل المجوهرات والفضة التي سيزين بها. لتتواصل مراحل الصنع، برحلة القص والقطع مع الفيلالي، التي دامت زهاء ثلاثة أشهر مع البحث عن اللون المناسب الذي سيكون مناسبا للون الفضة، واستقر الأمر في الأخير على اللون الازرق الفاتح، وأشرف الفيلالي على جميع مراحل خياطته؛ ليخرج في حلته النهائية حسب تعبيره " سفيفة عين وعقدة بالصم الفضي مخدوم بصنعة المعلم بالفضة والاحجار الكريمة "ويبلغ وزنه حوالي 3 كلغ ، منها حوالي 1 كلغ موزعة بين الفضة والأحجار الكريمة. وبالموازاة مع ذلك بدأت رحلة البحث عن صناع تقليديين متخصصين في صياغة الفضة؛ لاقتراح طريقة ومواد التزيين، واستقر الأمر على " المعلم أحمد " أحد قيدومي الصنعة بالمدينة، والحائز على شواهد عالمية، وركز المعلم أحمد رفقة ثلاثة من المساعدين على إعداد 80 قطعة صغيرة من الفضة الخالصة مزينة ورمصعة بالأحجار الكريمة، ويتعلق الأمر ب20 خلالة و20 بلغة صغيرة و20 خماسية و20 خنجر (كمية )، بالإضافة إلى 4 خلاخل (تزرزيت) من الحجم الكبير توضع على الظهر والحزام و اليدين، واختار الفيلالي كعارضة للزي المفاجأة ملكة جمال الأمازيغ أسماء أسراح لارتداءه في ليلة العرض بالمهرجان. وقد قرر المنضمون أن يبقى معروضا في وجه زوار المدينة طيلة أيام المهرجان حتى يتسنى للجميع الوقوف على مهارة الصانع التقليدي المغربي وبراعته ، ويعرض بجانبه أكبر خنجر من الفضة، و الذي قدمته إدارة المهرجان في السنة الماضية برسم الدورة الرابعة كمفاجأة لزوار المدينة السلطانية "تزنيت" .